تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

الآدميون

الآدميون

عشت دائما في عزلة عن البشر ، وحدي في مملكتي المترامية الأطراف داخل دماغي ، أتردد على مقهى مغلق الآن بسبب الحرب ، جالسا عند جانب من مدخله ، إلى نفس الطاولة دائما ، حتى النادل لا أكلمه . يضع فنجان القهوة المعتاد قدامي ، أدفع له ثمنه في الحين فيتناوله و ينصرف . منذ يوم أن ألقى علي السلام و لم أرد عليه لم يعد يخاطبني . و هذا بالضبط ما رميت إليه . أنا أعيش وحيدا في مملكتي منذ نشأتها في قرون غابرة ، لكن منذ أيام و البياض الفارغ و الموحش للأوراق يواجهني في عناد أخرس و مثير و بائس . لا بد لأيام المملكة من أن تستمر . لا تزال أمامها قرون من الزمان تعيشها في روعي كما عهودها السابقة و المجيدة . ربما يعود البياض العنيد إلى الهدير و القصف الذي لا يريد ان ينتهي على المدينة . أنا لا أستطيع التركيز كثيرا . هذه الحرب اللعينة لا نهاية لها . لماذا لا تزال هذه الطائرات البشعة تلقي قنابلها على المدينة بينما لم يبق منها أي شيء دون أن يسوى الأرض ؟