تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

التبر

التبر

يجسد إبراهيم الكوني في روايته (التِّبر) الصراع بين الصحراء بقدسيتها وقيمها، وبين (التبِّر) الذي يطغى بماديته على الأشياء ويجبرها على التخلي عن قيمها ومبادئها. فالصحراء رمز الحرية والانعتاق، في حين يمثل (التِّبر) الرجز الذي يدنس الصحراء.

استطاع الكاتب أن يرسم صورة لعلاقة بطله ( أوخيِّد) بـ (مهريَّة) الأبلق، مبرزاً تمسُّكه بمادئ الصحراء وقيمها، مبتعداً عن التِّبر ومغرياته الذي لم يكن يوما إلا مسؤولا مع الأنثى عن الانحراف في الحياة. وهذا ما نجده في مرض (مهريَّة) الذي أصابه الجَرَب لتردده على النوق وانغماسه في ملذاته.

إضافة إلى تصوير حال بطله مع زوجته (أيور) الحسناء، القادمة من تمبكتو، دون موافقة والده الذي يرسل له جملة واحدة: (لا بارك الله لك بها). وبعد أن تُنجب له ولدين ويرحل عن القبيلة، يأتي ابن عمها التاجر ويزورهم. يرهن (أوخيِّد) (مهريَّه) الأبلق لابن عم زوجه، مقابل جَمَل يسدُّ رمق عياله. ولكن (المهري) لا يطيق البعاد. يعفيه ابن عم زوجه من الرهن، شرط أن يُطلِّق (أيور). فيُطلِّقها ليحصل على (المهري)، وفوقه كيس من (التِّبر) يعطيه ابن العم إيَّاه، رغم رفض (أوخيِّد) لذلك. وتنتشر قصةُ من باع زوجَه بكيس من التِّبر في الصحراء. ويعود أوخيِّد ويقتل ابن عم زوجه وهو يتجهز للزواج من (أيور). يتجمع أبناء القبيلة من تمبكتو للأخذ بالثأر كي يحصلوا على المال. فموت (أوخيِّد) هو ثمن المال. وبعد مطاردتهم له يصطادون (مهريَّة) ويبدؤون بتعذيبه حتى ينزل لهم. ثمَّ ينزل (أوخيِّد) ليعلِّقوه بين جَملين يشطرانه إلى نصفين.

   بهذا الشكل المأساوي تنتهي الرواية . فالتِّبر لوثة الصحراء: يموت صاحبُه بسببه، ويموت (أوخيِّد) و(مهريُّه) بسببه أيضاً .