تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

الدماء تعود الى مجاريها

الدماء تعود الى مجاريها

في جديده الروائي “الدماء تعود إلى مجاريها” يتبنَّى الكاتب العُماني “محمد قرط الجزمي” القضية الفلسطينية، ولكنه، تبنِّي من نوع آخر مغاير لما ألفته الأعمال الروائية في تعاملها مع تلك القضية. متخذاً من الإسلام منهجاً في التعامل مع الآخر المختلف عنّا حتى ولو كان يهودياً أو إلى أي دين أو لون ينتمي.
هذه المعادلة الصعبة نجد التعبير عنها من خلال الوسائل التي اعتمدها أبطال من “جماعة الشعب” بزعامة (صفوان آل الحو) وصاحبه أبي (جاسم) وأبناءهما “غسان”، “جاسم”، “قصي”، “ضياء” والجهاديين من حولهم مع عدو لا يرحم؛ متخذين من قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: [الوسائل لها أحكام المقاصد] منهجاً لعملهم بمعنى أنه كيفما كانت مقاصدك، فسيكون حكمنا على أفعالك اعتماداً عليها..
تحكي الرواية قصة رجل فلسطيني بدأ يفكر بتأسيس جماعة تستهدف تنظيم المقاومة الفلسطينية وصدّ غارات الصهاينة المتكررة عليهم، صحيح أن “صفوان آل الحو” رجل من عامة الشعب، إلا أنه يتحرك وفق فلسفة خاصة تنشد حريةٌ تقوم على (الفكر والعقل والدين والمبادئ) فالقضية التي يحملها وهي قضية العرب طبعاً (المسجد الأقصى) أولاً، ثم القدس، ثم فلسطين. هذا الترتيب بدا وكأنه أداة للقياس اختارها “الجزمي” للتعبير عن رسالة بعلم الوصول مفادها أن هناك أرضاً اغتصبت وشعب أعزل لا يزال يتلقى الضربات يوماً بعد يوم والسبب هو الطريقة التي يتم التعاطي فيها مع القضية ومع مفهوم (الجهاد) “أقول بأننا جماعة (الشعب) غايتنا توفير كل مستلزمات النصر على العدو، وليس من غاياتنا توفير أكبر عدد ممكن من الأفراد…”، هكذا بدا صفوان آل الحو رئيس جماعة الشعب وهو يخاطب ابنه ضياء الذي بدا متحمساً للشهادة “.. ثم اعلم يا ولدي أن الاستشهاد إنما هي وسيلة وليست غاية.. غايتنا هي رضى الله، وأن يدخلنا بفضله جنته (…) الشهادة إذن كرامة من الله لعباده، وليست غاية نسعى إليها…”.