بدأ فن الرواية التاريخية يشق طريقه إلى الوجود منذ العقد الأول من القرن العشرين أو قبل, ثم تتابع ظهور الاعمال الروائية التاريخية من حين الى اخر لتضيف الى كيان هذا الفن ملامح فنية جديدة, الا ان الازدهار الحقيقي كان في المرحلة التي اقبت الحرب العالمية الثانية ما كان دافعا لظهور دراسات عدة تناولت الرواية التاريخية. هذا وقد استدعت طبيعة الرواية التاريخية وخصوصيتها ان يختار الباحث لها منهجا نقديا يستوعب الطروحات النقدية والفنية المتعلقة بالرواية التاريخية, فكان ان اعتمد الباحث أولا على مقايسة الرواية التاريخية موضوع البحث, بالمرحلة التي سبقتها للكشف عن التطورات والتنويعات الفنية التي حققتها النصوص الروائية في هذه المرحلة, على المستويين الشكلي والمضموني. وحاول البحث أيضا الإفادة من المنهج البنائي للكشف عن البنى و العناصر السردية, فضلا عن افادته من المناهج السياقية الأخرى مثل المنهج النفسي والتاريخي والاجتماعي , بغية الإفصاح عن الدلالات المتنوعة للبناء السردي في الرواية التاريخية العربية لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.