أحس “سيد” بأصابع “جاد الله مسعود” التُربي وهي تفك رباط رأسه من الشاش، وتدفع تلك الأصابع النحيلة التي يعرفها بعض التراب، بينما يحوقل فم “جاد الله” الخالي من ثنيتيه الأماميتين. في الخارج كان ثلاثة من عجائز المقرئين يلقنونه الإجابات التي سيواجه بها امتحانًا لا بد للجميع أن يعبره. وإلا سيكون المصير، كما يحذره الشيوخ في الخارج، جهنم، والعياذ بالله.
قال أحد الشيوخ: “يا عبد الله، يا بن أَمّة الله، لقد توفاك الله، وأنت الآن في رحمته، فاحفظ العهد الذي خرجت عليه من الدنيا.. شهادة أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمد رسول الله، وأن دينك الإسلام، وأن الموت حق”. ورد جمع الرجال الذين كانوا يقفون في الخارج؛ انتظاراً للأخذ على الأيدي: “حق”. أكمل الشيوخ: “وأن الجنة حق”. وترد الجوقة الحزينة: “حق”. “وأن النار حق”. فترد الجوقة: “حق”. “وأن الساعة آتية لا ريب فيها. تثبت إذا جاءك الملكان للحساب يا عبد الله. يا بن أَمَّة الله.
الزمن الآخر
