“استلقيت على الرمل في انتظار أن تهدأ ضجة الصاخبين من حولي الذين تجمعوا من كل بقاع الأرض وكأنه لم يعد في فلسطين سوى شاطيء العجمي في مدينة يافا التي سموها يافو… أخذني التعب والإرهاق من البحث الحثيث لمدة ثلاثة ايام عن بيت الشاطئ… رحت في إغفائة قصيرة أعادت لي جزء من أحلامي التي سحقت، نظرت بعيد جدا وشاهدت قرص الشمس يهبط رويدا رويدا في قاع البحر. وفجأة شاهدت ماردا يتلوى أمامي من قاع البحر: شبيك لبيك أنا عبدك بين إيديكي مريني أستجيب لك… قلت له أريد أن تعيد لي بيتي وبلدي وأهلي وناسي… طأطأ رأسه حزينا هذا مستحيل، لأن أنجاس العالم جاؤوا اليها وحفروا حولها آلات حديدية تقتل كل من يقترب منها، أنا جئتك لأخفف من حزنك، وأحملك وآخذك معي الى قاع المحيط، قلت له خذني، أنا ملك يديك… ثم شعرت بهزة تفيقني من غيبوبتي”.
الست زبيدة
