وجد الناس مدينتهم هكذا مليئة بالذهب والتجارة ومزارع النحل والعسل الأصلي وروائح البخور و”مثارد” الكسكي المصنوعة يوم الجمعة وقدور “الدفين” من الحمص يوم السبت، رائحة البهارات والشعائر..
الأخضر النحيل ساهياً سارحاً يتتبع بنوع من الكآبة عزف “السطايفي” كان ضرورياً أن يمسح نظارته.. لم يكن يبكي لكنه شعر أنه يجب أن يبكي. أبعد صوره أمه المرحومة من ذاكرته قليلاً، عبثاً أن تعبد صورة الأم من الذاكرة.
جاء اليهود.. واليهود صمت.. صمت الأنهار التي تريد أن تفيض صيفاً.. ملئوا الدنيا تجارة.. تعلم أبناء المدينة الحساب.. فمنعوا تدريس المواد الأخرى فأصروا أن يعلموا أبناءهم الحساب وسورة الفاتحة وأركان الإسلام الخمسة وبعض أشعار أبي نواس وابن سهيل والموشحات، برع الناس في الحساب وتشكلت جميعات لعلوم الحساب وكانت أعظمها جميعة “جابر بن حيان” وجمعية “موسى بن ميمون”.