تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

السينيور

السينيور

نتابع دربه نزولاً حتى وصل إلى فرن، وعند الفرن وجد نفسه فصلاً على الوادي، تذكر شجر “ميس” كبيرة، حيث كان كبار السن ينعمون تحتها بمتعة الجلوس في ظلال الأمسيات، وعندما لم يجد الشجرة أدرك أنه أخطأ المكان، دخل الفرن فوجد امرأة وحيدة متكئة على لوح خشب، وأمامها بعض الأرغفة، لم يشم رائحة طحين، ولا رائحة عجين، ولا رائحة خبز، فسأل المرأة عن “حارة الأفندي” فقامت من مكانها وتقدمته إلى خارج الفرن، قالت له وهي تشير بأصابعها: “حارة الأفندي خلف ذاك البيت الأصغر بعد ذلك البيت تماماً سوف ترى “منشرة”.
وخلف “المنشرة” تطالبك بوابة “حارة الأفندي”… ومشى السينيور نحو المنشرة فرأى أمامها بوابة “حارة الأفندي”، كانت مقفلة؛ كانت غرفة الحارس “عساف” مفتوحة، ولم يكن هناك “عسافاً”، كانت الحرارة عالية، ولم يكن ثمة ظلّ لشجرة، فقد اختفت شجرات الكينا الدهرية، واختفت غابة الصنوبر و”فندق الهرم”.
تطلع السينيور إلى “ذات يوم تاريخ غير محدد وصل السينيور إلى بلدة “ربوا” وراح يمشي بين بيوتها فلم يعرف أحداً، ولم يعرفه أحد، ظنّ أنه أخطأ البلدة، فسأل عن الطريق إلى “حارة الأفنديّ”، فقال له رجل عجوز جالس على شرفة مخفية فوق الطريق: تابع دربك نزولاً حتى تصل إلى الفرن، هناك، أسأل أحداً فيدلك على الطريق إلى حارة الأفندي.
تابع دربه نزولاً، وهو يتطلع إلى كل بيت على الجانبين، بيوت كثيرة فوق الطريق وتحت الطريق؛ كان يتوقف ويتلفت يميناً ويساراً باحثاً عن علامة تؤكد أنه في “ربوا”، فلم يجد علاقة واحدة تذكره بها؛ كل البيوت أمامه باطون وألومنيوم، لا حجر، ولا خشب، ولا تريد؛ وتذكر بيتاً في “ربوا” كان يسمى “البيت الأحمر” فراح يبحث عنه فلم يعثر عليه، وسأل فتىً عابراً فأجابه: أنك تقف أمامه.