يقول ميخائيل نعيمة في مقدمة كتابه “إن مهنة الناقد الغربلة، لكنها ليست غربلة الناس، بل غربلة ما يدوّنه قسم من الناس من أفكار وشعور وميول، وما يدونّه الناس من الأفكار والشعور والميول هو ما تعودنا أن ندعوه أدباً، فمهنة الناقد، إذن هي غربلة الآثار الأدبية لا غربلة أصحابها صفاء في الذهن واستقامة في النقد، وغيره على الإصلاح، وفهم لوظيفة الأدب، وقبس من الفلسفة، ولذعة من التهكم، هذه ظلال واضحة تطالعك من هذا “الغربال” الذي يطل القارئ من خلاله على كثير من الطرائف البارعة والحقائق القيمة.
بجرأة وعفوية يكتب ميخائيل نعيمة المفكر الفلسفي الرائد مقالاته في “الغربال” ناعياً الشعر الرث، الذي ترك القراء بلا شعر ولم يبق في حياتهم ما ليس منظوماً سوى عواطفهم وأفكارهم، بجرأة حاول غربلة الكتاب والشعراء والمفكرين، مدلياً بآرائه محاولاً قراءة نصوصهم وأفكارهم من منظاره كأديب تجلى في أسلوبه أروع أشكال البث ومناهج التعبير.