“كان هناك إثنان أخران التقيتهما في ندوات مختلفة أحدهما لبناني بشعر أبيض ناصع، والأخر سوري بعوينات منزلقة فوق انفه، وتعرفت على مفكر مغربي من صوره المنشورة في الصف وكان يكتب فيها بإستمرار مدافعا عن القضية الفلسطينية. كما كان هناك مصري يدعى رفيق سليمان ألقاه لأول مرة وكنت سمعت عنه كثيرا فقد طرده السادات من الجامعة المصرية لاتجاهاته اليسارية وإستقر في باريس كان متوسط القامة ذا شعر أشعث يتخلله اللون الأبيض بكثرة ويرتدي عوينات بالية الإطار وكنت أحترم عمله رغم أني لو أوافق على بعض أطروحاته الخاصة بتفسير مراحل معينة من التاريخ المصري. وقفنا في شبة دائرة من الأساتذة الفرنسين والعرب ولحظت شخصا أسمر اللون ممشوق القامة بقصة شعر عسكرية وكتفين قويتين ثبتت في أذنه سماعة”.