في عالم متخيل، أو كما أطلق عليه المؤلف «بلاد كل الخلق». ويقدم فيها عوالم تتداخل فيها الفانتازيا بالواقع، يجوب بنا من مكان الى آخر، ومن قارة الى أخرى، ومن أرض عامرة إلى صحراء: «لحسن حظ الطالع، كان هناك بدر يضيء الفلاة، مكتمل الاستدارة، إلا أنه صغير، أصغر من ذلك الذي اعتاد مليجي رؤيته في دنياه القديمة، بدر ذابل يلقي ضوءاً خافتاً مهتزاً، ويرمي بأجوائه الرومانتيكية على تلك المساحة المفتوحة من الرمال، وإلى جواره قمر آخر أصغر، لا يكاد يضيء، ضئيل بحيث يحسبه الرائي شامة في خد السماء».
يختتم روايته بفصل بعنوان «البيت» جاء فيه: «على كنبته الوثيرة، وجد مليجي نفسه راقداً، صداع خفيف يرن في النصف الأيمن من رأسه، وعقب سيجارة وردة الشجر العجيبة لا يزال نائماً بين سبابته ووسطاه، فيما بدأ التلفزيون أمامه بثه الصباحي بالنشيد الوطني . مليجي حاول استعادة الحلم العجيب الذي رآه، لكنه اكتشف أنه أكبر من أن يسترجع على دفعة واحدة، سأل نفسه إن كان ما عاشه حقيقة وواقعاً أم مجرد أضغاث أحلام من تأثير سيجارة الشجرة العجيبة.