تتنوع قصص “باب التوفيق” قدر تنوع الموهبة الأدبية لمؤلفها .. فمحمد سلماوى كاتب مسرحي متميز اتخذت أعماله على مدى أكثر من عشر مسرحيات حتى الآن مسارا محددا لا يمكن أن تخطئه .. من “فوت علينا بكرة” إلى “سالومى” ومن “اثنين تحت الارض” إلى ” الزهرة والجنزير” و هو أيضا كاتب روائى مقتدر وصف النقاد روايته “الخرز الملون” بأنها تمثل فتحا جديدا للرواية العربية. وإذا كان مسرح محمد سلماوى ينبع من الواقع المعاصر بعبثيته الضاحكة المريرة فأن قصصه تسكن عالم الشاعرية والخيال .. فها هو يروي لنا قصه باب مسحور، أو عود غاب جميل خابت أحلامه، أو جواد فتى طار بجناحين فوق السحاب .. لكن من خلال ذلك العالم الحالم الحزين يقدم واقعية سقوط شاب في براثن فتاة الليل، أو الحبيبة التي نتعرف على مأساتها من حلال محادثة تليفونية من طرف واحد .. كما يقدم لنا القضايا السياسية الكبرى من خلال قصه الشاب الذي استعاد ذاكرته بعد أن عادت لمصر عروبتها، أو “الكمساري” الذي تمكن من انقاذ الركاب من الكارثة التي أوقعهم فيها سائق الأوتوبيس.
باب التوفيق
