في مطلع القرن التاسع عشر كان الغالب على الأدب المصري هو الشعر، ولم تكن مصر تعرف من النثر إلا فن المقامة والخطابة والرسائل في أسلوبها وفي شكلها القديم. حتى جاءت الحملة الفرنسية وواكبتها الحركات الوطنية لمقاومتها، فبدأت تظهر في الأفق طرائق جديدة للتعبير، وظهرت الصحف، وبدأ النثر يواكب المتطلبات الوطنية- يتخلص من أشكاله وأساليبه القديمة. فظهر مع ظهور الصحف والاختلاط بالغرب، المقال، والقصة، والأقصوصة والمسرحية، وكانت كلها تتأثر بالحركة الوطنية. العربية والمصرية- وتؤثر فيها. وفي هذا الكتاب يصحبنا المؤلف في رحلة شيقة لنشهد مظاهر هذا التأثير عبر قرن ونصف من الزمان.