“تباوا” العنوان الذي اختاره “نايف الجهني” بكفاية روائية ملحوظة، تتجلى في طلاوة السرد وسلاسته وهو يتناول من أشياء الذات ومشاعرها وأفكارها وأحلامها، وهي تلهث لإدراك سر وجودها، وحكمة خلقها، وماذا ينتظرها؟!
وقبل الولوج إلى النص، قدم الجهني لروايته سر الحياة متذكراً تلك العبارة الشهيرة “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا”. وهذا يعني أن الراوي جعل الدخول إلى النص دونه عتبات/عقبات تحاول توجيه القارئ وفرض قراءة معينة عليه: “.. الحياة ملكك، وهي التي تمنحك نفسها؛ إن عرفت كيف تقرأ ما تخفيه في باطنها، احذر أن تتعلق بشيء، فالإنسان الواعي العاقل يؤمن بثنوية الكون ونقائضه ويرى كلا النقيضين بوضوح تام (رؤية الخير والإيمان به ورؤية الشر والإيمان بوجوده وعدم الفصل بينهما لأن الفصل من مخادعات العقل التي يمارسها ضدنا… وهكذا). عندما نقرأ نايف الجهني نجده يكتب في فضاء التجربة المطلقة، بنصوص مفتوحة على اللازمان واللامكان، وبقدرة على التلاعب بكل عناصر النص، فيعيد تركيب الشخوص والأدوار والأحداث ووجهات النظر ويخضعها لأسلوبه الخاص وقراءاته.