أمشي وحيداً على دروب متعرجة.. في هدأة الطبيعة الساكنة. نسيم منعش يلفح وجهي ويخفف وطأة القلب الملتاع. ألحان طيور تجوب الفضاء الواسع.. وأخرى تزقزق وتغني بين أغصان شجرة عتيقة، ذات أوراق شديدة الاخضرار.
ثمة هواجس تنتابني.. ينشط خيالي، وتحتدم الأفكار في رأسي: ماذا أفعل؟ أي مصير ينتظرني؟ رجل وحيد.. غريب.. حزين.. ضائع بين حقائق الوجود وأوهام الحياة.. حائر وممزق بين الأفكار والنظريات والخيارات.. أعيش مع الأوراق والكلمات، وأضيع وسط السطور، وأتيه في دهاليز المعاني ولغز المعرفة.. ولا أبلغ أبداً شاطئ الخلاص. أليس محزناً أن يضيع المرء بعد الستين، وأن يقف أعزلَ في وجه رياح عاتية.. تتقاذفه في كل الاتجاهات؟