بصعوبةٍ ما بعدها تزدردُ الأحداث، الانتظارُ يلوكُ أعصابها، يدهسها…تودُّ تسمعُ صوتَه مجدداً يهاتفها بحرارةٍ، من يستعيدهُ من غيبوبته التي طعنت الجميع؟ ربّما أحبّتهُ في غفلةٍ منها، ربّما اجتذبها غصباً عن ذاتها المتعبة المتمرّدة…يسألها المرّة تلو المرّة، يطلبُ، يلحُّ، يُغضبها، لكن حينما يغيبُ صوتهُ، يسكنها الشوقُ إلى السّؤال، تقعُ بين الحافّة والحافة، يُرعبها عمقُ الهاوية التي قد تبتلعها، فتصبحُ مسكونةً بالريبة، بالخوف من كلّ كلمةٍ قد يقولها، من كلّ خطوٍ قد يقومُ به، ياه، كيفَ تُكتشَفُ عتمةُ الدواخل؟