وقفت أنظر إلى عبدالعال وهو يمسح ما حول الجرح بالقطن المبلل في مادة مطهرة لها رائحة قوية ، ثم يدخل الأبرة في فروة الرأس ، والرجل مستسلم ، يسحبها من مكان بروزها بجفت أمسكه بيده الأخرى ثم يعقد عقدة على طرف الجفت ، ويمسك بالإبرة والخيط ويشدهما لأعلى نظر لي مبتسما وهو يقول : قص لو سمحت .
في الحال بحثت عن المقص بالطبق الموضوع على ترابيزة الغيار ، والتقطته تجاهلت يداى المرتعشتين ، وقمت بالمهمة ..
أكمل عبدالعال رتق الجرح ، أحسست بانبهار شديد نحوه ؛ سلم على المصاب وأهله ؛ وضع أحدهم يده في جيب عبدالعال .. غادروا الحجرة وهو يقول لهم : دايما تغيروا على الجرح ؛ الغيار يوميا ..