سرحت في الأسطح والشبابيك المفتوحة والبشر التائهين, هؤلاء هم أبطال روايتي التي كتبتها ولا أعلم مآلها, هل يصدق هؤلاء الغافلون أن هناك حيوانًا أخرس لا يستطيعون فهم لغته, يراقبهم ويعرف عنهم كل تفاصيل حياتهم؟ هل يستوعبون أن هذا الحيوان جعلهم كلهم أبطال رواية كتبها عنهم؟ كل شخصيات الرواية رأيتهم على الأسطح المجاورة, افترضتُ أحداثًا وهمية هم أبطالها, ترى ما سيكون شعورهم لو رأوا أنفسهم في حروف خطَّها كائن مجهول؟ إحساس «فظيع» أن تشعر أنك مراقب من كائن يرى كل تفاصيل حركاتك وسكناتك, لو أعطى البشر للحيوانات قدرهم لاختلفت الدنيا. نحن الصامتين الأقدر على تسجيل حياة الثرثارين. والبشر لا يكفُّون عن الثرثرة.