تتناولها «طيور العنبر» غداة إعلان تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وخروج الأجانب بالآلاف، وما أحدثه هذا التغيير المفاجئ في التحول شبه الكامل لهذه المدينة الكوزموبوليتانية التي كان يعيش فيها المصريون واليونانيون والإيطاليون والفرنسيون والإنجليز واليهود وغيرهم في تجانس وسلام تام، ولتتحول أسماء شوارعها فجأة من كفافيس وبابادوبلو وهيرودوت إلى عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص، وشوارع أغاممنون وأخيل ورمولوس وفيلوكتيتس إلى خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني وموسى بن نصير وطارق بن زياد.
إبراهيم عبد المجيد يرصد لحظة تحول كبرى لا رجعة فيها لواحدة من أعظم مدن الشرق، فيها لا يكتب عن الجغرافيا أو التاريخ ولكنه يكشف روح المكان، روح الإسكندرية، روح التحرر وعدم الاستقرار والنزق وروح الحزن والجنون