يتناول الكاتب في روايته (فصوص الهوى) جانباً من التقليد الأعمى الذي يمارسه بعض الشباب في رغبة للتماهي مع الغرب، فيجدون أنفسهم مسوخاً يفقدون هويتهم ولا يكتسبون شخصية الآخر ولا يندمجون في ثقافته وواقعه، يقول إن “هؤلاء مُسِخوا قردة يقلدون الغرب في كل شيء إلا في مزاياه، لا يحبون من الحضارة سوى مضغ العلك ولبس الرومي والسترات القصيرة وهلمّ جرّاً..”.
يختار الكاتب شخصيّة (الفطواكي) ليكون الشاهد الشهيد على ما يجري بحقّ جيل الشباب، والبلد برمّته، فيكون حاضراً بكل جوارحه في متاهة التحوّلات. ولا يلتزم الحياد أبداً؛ لأنّه يرى في الحياد تهرباً من المسؤوليات، وهو حالة الاغتراب التي يعيشها الشاب في وسط يراه غريباً وضع العوائق في سبيله ويمنعه من تحقيق أهدافه بالتغيير المنشود.
تلاحق الخيبات بطل الرواية (الفطواكي)، إذ يشعر أنّ عليه أن يقنع (زهور) بمحبته وإخلاصه أكثر مما مضى. لا سيما أنَّ الخوف على علاقتهما بدأ يتسلل إلى قلبها، كما أحسَّت أنَّ أنواع الخيبات بدأت تضرب بظلالها على إشراق صفحة الحب الجليل. يفترق عنها، كلٌّ منهما سيدخل تجربةً قاسيةً تجعل الواحد منهما أشدَّ حاجة إلى الآخر، وظلت لقاءات العطل ورسائل العشق تزف الطمأنينة وتقنعهما بأنَّ كلَّ واحد ما يزال يختزن للآخر كلَّ الوفاء، مع أنَّ الشكوك تلوث نقاء الصفاء أحيانا؛ خاصةً عند ما يتأخر أحد الطرفين في الكتابة.