تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

في مكان نسكنه في زمان يسكننا

في مكان نسكنه في زمان يسكننا

أعاد القرطاس إلى الرقعة في كل مرة. أعاد الرقعة إلى جيبه في كل مرة. لم يتخلص منها حتى عندما ذهب إلى مكتبه ليختط في القرطاس العبارة التي قلبت الآية: “بل بيد عمرو لا بيدي!”. دس القرطاس في ذات الرقعة التي تلقى في جوفها الرسالة. علّق الرقعة على باب البيت ثم ذهب إلى جامع الباشا لتأدية صلاة الجمعة فلم تكتب له العودة إلى البيت أبداً، لأن “يد عمرو” ما لبثت أن سدّدت له طعنة بفصل مسموم سريع المفعول حتى أن المصلين لم يدركوا سر كبوته إلا عندما اكتشفوا أن سجدته كانت السجدة الأخيرة: السجدة الأبدية! في مقهى “الأعمدة” قال صاحب الشعر المفلفل: سرّ لم يفشه اللسان لا بد أن يذيعه الزمان! استفهم حميمة باشا فأوضح: حمداً لله أننا لم نحشر أنوفنا فيما لا يعنينا. تساءل صاحب الشعر السبط: هل هذه استعارة في شأن بائع الماء؟ بل هي استعارة في شأن بائع الموت لا بائع الماء!