تنمو الرواية على تفعيل الإطار السردي المقاماتي بسقفيه العلوي الذي يبدأ بمقام الرحيل والسفلي الذي ينتهي بمقام الرجوع؛ بغض النظر عن المقام الأخير الذي أضافه الكاتب والمعنون بمقام (ما قبل الجنون بقليل)؛ وبين مقام الرحيل ومقام الرجوع؛ هناك مناورات سردية في محطات مختلفة في المساحة/المسافة الروائية بدون حدود واضحة؛ عمتها فوضى الأفكار والسياحة في العوالم الفكرية والفلسفية وصراع الأيديولوجيات؛ لتنعطف وتعود من حين إلى آخر إلى العالم السفلي الغارق في الرذيلة والاستغلال بكل أشكاله؛ استغلال أصحاب الفكر الضلالي للشباب ودفعهم إلى الانتحار في سبيل حياة وهمية واهية من صنع الخيال؛ أو استغلالهم في أعمال يدوية مرحقة تدمي الأيادي وتهدُّ الأكتاف؛ أو استغلال الجسد الأنثوي لتفريغ المكبوتات.
قبل الجنون بقليل
![قبل الجنون بقليل](https://kataranovels.com/wp-content/uploads/2016/12/قبل-الجنون-بقليل-263x385.jpg)