لم تتكلم معي… عبرتني كقطعة أثاث لم تكن من اختيارها، وزرعت في مسافات الصمت، أكثر من نبتة صبار واحدة، لتلهم الوقت بيننا ببطء شديد، لم ترسل نظراتها نحوي، حتى لو كانت تلك لمحة سريعة. عصابة رأسها السوداء، رسالة أتقن معناها جيداً، تعبر عن احتجاجها، لم تدع السنين الماضية التي قضيناها معاً، جهلاً بها، هي تدرك ذلك جيداً، جعلت من محاولة الحوار والتفاهم معها، صخرة سوداء ملساء، لا يستطع كلانا أن يرتقيها، تلك الصخرة السوداء هي الصمت… حين كنت أتحدث إليها، أصمت فجأة، أشعر أنها لا تعرف لغتي، لا أنكر ذلك الفراغ الذي يسطو على مساحاتنا ويسكن دارنا، يجثم على أنفسنا، وعلى جدران الدار الداخلية، أجدها دائماً تدرك أن لباس الظن الذي تحوكه، لا يتناسب مع تفاصيل جسدي. تتقن الصمت أمام كل الأحداث والمواقف التي تحدث بيننا، ربما تتفادى فيه عذاب ضميرها…. كانت تحارب عتابي لها، بشك الظنون في طريقي…قلت لها:- – احذري… فليس هناك ظلمٌ يقتحم النفس، ويسمه بوشم أبدي، مثل ظلم الظنون…. سمعت تحذيري ذاك، ولكن لم أعطها فرصة، حتى تنظر إلى ملامحي الغاضبة، صمتُّ، ويقيني لحظتئذٍ أنها كانت تحوك نسيجاً جديداً من الظن بي