منذ بعض الوقت، لم يعد هذا الصحافي، لعلّه العربي الوحيد الذي يعمل في جريدة إسرائيلية، يشعر بالأمان. قاطعه زملاؤه،واستبعدته إدارة التحرير فجعلته مراسلاً مؤقتاً. يقرّر العودة هو وعائلته إلى قريتهالقريبة من القدس، مع وعيه لما ينتظره هناك. عندما يحاصر الجيش الإسرائيلي القرية، يعتقد الجميع أنّه إجراء مؤقّت. لكنّ الوضع يدوم وتستقرّ الفوضى. يقتل الجنود قرويّين وعمّالاً فلسطينيين، وتقطع الماء والكهرباء والمواصلات والمواد الغذائيّة، وتتكدّس النفايات، وتتكاثر التظاهرات الشعبيّة. كل ذلك في ظلّ تعتيم إعلامي كامل.