الأخيفش مات.
كيف مات؟ كيف مات؟
مات وعلى فمه سائل أحمر.
هو الدّم يا سيّدنا، هل مات من مرض؟
لا، كلّنا يعرف لون الدّم، ما كان على فمه ليس دماً، كان سائلاً أحمر، والمريب أنّ الطّبيب شقّ رداء الأخيفش، فرأى خطَّ احتراقٍ على جلده، يمتدّ من فمه على بلعومه وصدره حتّى سرته، وكأنّ ناراً اندلعت في أحشائه وخرجت من فمه.
يا سيّدنا، هل تجرّع الأخيفش إحدى قواريره عامداً متعمّداً؟
ليس ذلك ظاهراً، فكلّ قارورة في موضعها.
يا سيّدنا ما دخل قارورة واحدة بكلّ القوارير الأخرى؟
لا نعلم يا سيّدنا، لا نعلم.