تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

ماكنة الخياطة

ماكنة الخياطة

لقد اعتادت دوماً ان تكلمني بدموعها، حتى بتُ أدرك إتجاه هذا الملح بين أقلام تجاعيد ووجهها، ويعود المشهد يتكرر وأنا في سيارة الإسعاف وبجانب شقيقتي، لتلتقي الصدفتين، كنت ممسكة بيد أمي، أشدّ عليها علني أضبط إختلاجات أصابعها، وأسأل نفسي ألف سؤال يأتيني منها جوانب واحد مطمئن… من نظراتها التائهة وكأنها تبحث عن شيء وأضاعته، أدركت أن الغراب نال من وعيها وسلبها صراعها العنيد للبقاء.
خلال الأيام القليلة التي سبقت رحيلها إلى الهناك، كنت ألمح غياباتها لتعدد منها بإبتسامة شاحبة على شفتيها، تجعلني أظن أنها تفوقت على أمواج حياتها العاتية، جاهزة للرحيل، في هذه المغامرة الصعبة بين حياة استهلكت قواها وموت ألمحه على شفتيها، رحلة واعية، جليّة، خارج الزمن، خارج جاذبية الأرض التي توثق المرء بأغلالها.