تقرأ على الغلاف الأخير من رواية «ملكوت هذه الأرض» رواية هدى بركات في «ملكوت هذه الأرض» تقرأ عن أفراح هؤلاء الناس البسيطة، لا أدري ماذا يعني الناشر هنا بالبساطة، لكني لا أظن أن البساطة نعت يمكن أن يطلق على أي جانب من رواية هدى بركات. قد يجوز نعت حياة الفلاحين بالبساطة يمكن الأدب الذي يتناول هذه الحياة قد لا يكون بسيطاً على الإطلاق ومن الظلم له أن نعتبره كذلك. لربما نجد البساطة في أقاصيص مارون عبود وبدرجة أقل في روايات توفيق عواد، وربما نجدها مؤمثلة مجترحة في مغنيات الرحابنة، لكننا لن نجدها في «ملكوت هذه الأرض» فهذه الرواية تفتتح عهداً جديداً للرواية التي تتناول الريف وهي بذلك جديدة تماماً على الأدب اللبناني. في أدب عبود أو عواد أو الرحابنة. كان الريف ما يزال زمن البراءة المفقودة. كان مارون عبود يضحك من هذه البراءة لكنها تظل البراءة ويظل الضحك منها، حتى الضحك، نشداناً لها وفرحاً بها. رواية هدى بركات تبدأ بفصل تراجيدي ملحمي.
ملكوت هذه الارض
