هنا بقرية أخرى؛ أبدأ للمرة الرابعة حياة أخرى، من قبل قريتنا.. ثم المخيم.. ثم قريتنا.. ثم هنا، حيث انتقلنا في اليوم نفسه الذي مات فيه جدي إلى أحد أقارب أبي، كان رجلًا طيبًا، أعطانا منزلًا، أو بالأصح نصف منزل، فقد كان الجزء الخلفي منه مهدومًا، قرية ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة، بها شوارع وأزقة ومدرسة التحقت بها، القرية بها خليط من السكان، كان من العجيب أنه أيضًا في ظل الاحتلال أو أوقات الحرب هناك دائمًا حياة تحدث وتنمو على مهل، كان هذا يتزوج ونحضر يوم عرسه، وتغني له نساء ويرقص رجال، وتُعد الموائد أيضًا، كانت هذه تلد وذاك يموت، كان أناسٌ يبنون بيوتًا ويهدمون أخرى، كان يأتي أناس ويرحل آخرون، تبقى منازل ويتبدل الساكنون، جنود من العدو يأتون ويذهبون لقرية أخرى، نذهب إلى المدرسة وفى العطلات نلعب ونذهب للجبل.