يسعى الكاتب جاسم علي الجاسم في روايته الأولى «نافذة وبحر» إلى تدوين حكاية البحر، وتسجيل تفاصيلها، والتفنن في شرح يوميات أهل البحر الذين رغم أنهم يعانون في حياتهم تلك العقود السالفة إلا أنهم يمتلكون الحس الإنساني الجميل، بل ويسكب عليها الكاتب من رحيق الأمل ما يوقظ في القارئ حس الحياة الواعي، ليتتبع منعرجات هذه الحكاية الإنسانية النابضة بالبساطة ورسم المكان المناسب لهذه الأحداث الدقيقة بلغة هادئة.
تنهل رواية الجاسم من معين حياة البحر وأهله، إلا أنه يجد في تقديم صورة متكاملة لتلك الحياة التي باتت تتبدل، وتختفي، لتحل مكانها الذكريات أو التسجيلات أو القصص المتناثرة هنا وهناك، عن حياة البحر والبحارة والأهل الطيبين الذين باتوا في أعمالهم المضيئة شعلة من النجاح والتميز والتغلب على الظروف الشاقة والحياة الصعبة.
تسير الرواية في خط واحد يتمثل في عرض تفاصيل الحكاية بل تتجسد على هيئة عرض سينمائي يحرك المشاهد على نحو خطوات البطل أو الشخصية المحورية (عبدالرحمن) حينما يستعيد صورة الفتى المكافح في زمن غارب، لتليه الشخصيات الأخرى على نحو (شملان) و(النوخذة عبدارزاق) وسمران وخليفة وسبيكة وشخوص آخرين يسعون إلى إكمال مشهد حكاية البحر ومعاناة أهله.