…ستمضي كما تمضين الآن في قلب العاصفة، هائمة على ثقل الهواء، نحو لاشيء سوى نفسك..
هذا ما قالته غنوة لنفسها وهي تنظر إلى الشّباك المفتوح في غرفة التحقيق، تحملق في الماضي كأنه دوامة تعصرها، وتذيبها في الحاضر فلا يبقى لوجودها معنى، وحين أنهى المحقق أسئلته، أمر الحارس أن يقتادها إلى زنزانتها، وخرج، نظرت إلى النور السّاطع، لم تحتمل عيناها شدته، قامت من مكانها، ورمت بنفسها في الظلام.