“وكان ذلك من أيامِ الرُعْبِ التي لن تَنْساها بيروتُ وأهلُها… ويا زيكو، أتساءل: لماذا نَهَضْتُ باكرًا فَجْرَ ذلك النهار؟.. وكانت الساعةُ تُقارِبُ الثالثةَ صباحًا. جميعُ أهلِ البيتِ غارقون في النوم. ونَهَضْتُ، ثم تسلَّلْتُ إلى الشُرفَةِ المُطِلَّةِ على العاصمةِ والبحر، وأبصَرْتُ عَقْدَ اللَّهَب يُطَوِّق عُنُقَ بيروت. ووقفتُ هناك، أُصغي إلى أصداءِ الانفجاراتِ تأتي من كلِّ صوب، وكنت أتساءل: ماذا جرى لك؟ وهل أنتَ في أمان أَمْ؟…”