تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

سعيد محمود سالم الشهير بسعيد سالم

الإسم الكامل: سعيد محمود سالم الشهير بسعيد سالم

المعلومات الشخصية:

الاسم الكامل: سعيد محمود سالم الشهير بسعيد سالم
مكان الولادة وتاريخها: الاسكندرية23/2/1943
الجنسية: مصرى

السيرة الحياتية:

تعريف بالكاتب \”سعيد سالم\” سعيد محمود سالم- من مواليد الاسكندرية 1943face book:saeed salem … – عضو اتحاد كتاب مصر و عضو اتحاد الكتاب العرب و عضو هيئة الفنون و الآداب و عضو أتيليه الفنانين و الكتاب وعضو لجنة النصوص الدرامية باذاعة و تليفزيون الاسكندرية سابقا . – حاصل على ماجيستير الهندسة الكيميائية من جامعة الاسكندرية 1968 . – رئيس قطاع سابق بشركة الورق الأهلية بالاسكندرية وحاليا على المعاش. – عنوان المنزل : 5 شارع على باشا ذو الفقار – شقة 10 – مصطفى كامل / الاسكندرية . – تليفون منزل : 5462869 (03) . – محمول 4390259 / 0122 الروايات (16 رواية) \”جلامبو\” جماعة أدباء الاسكندرية 1976 – \”بوابة مورو\” جماعة أدباء الاسكندرية – \”عمالقة أكتوبر\” هيئة الكتاب ، مصر 1979—\”آلهة من طين\” (طبعة أولى) هيئة الكتاب ، مصر 1985 / (طبعة ثانية) دار الجليل ، دمشق 1986 – \”عاليها أسفلها\” (طبعة أولى) مطبوعات وزارة الثقافة ، دمشق/سوريا 1985 – \”الشرخ\” دار طلاس ، دمشق/سوريا 1988\” – \”الأزمنة\” روايات الهلال 1992 – \”عاليها واطيها\” (طبعة ثانية) دار المستقبل مصر 1992 – \”الفلوس\” دار المستقبل ، مصر 1993 – \”عاليها أسفلها\” (طبعة ثالثة) هيئة الكتاب ، مصر 1995 – \”الكيلو 101 الوجه و القناع\” طبعة خاصة 1997 و طبعة عن هيئة الكتاب 1999.- \”حالة مستعصية\” دار الهلال 2002 – \” كف مريم\” مطبوعات اتحاد الكتاب 2001.-\”الشىء الآخر\”.دار ومطابع المستقبل 2004- الحب والزمن.(نشرت مسلسلة بجريدة الدستور على 13 حلقة)عام 2007 ثم بروايات الهلال عام2011.. المقلب-مطبوعات المجلس الأعلى للثقافة(2009)- الفصل والوصل2016 هيئة الكتاب2016 – استرسال(تحت النشر) المجموعات القصصية :(11 مجموعة قصصية) \”قبلة الملكة\” مطبوعات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 1987 – \”رجل مختلف\” هيئة الكتاب ، مصر 1995 – \”الموظفون\” مطبوعات اتحاد الكتاب العرب 1991 – \”الجائزة\” دار قايتباى للطباعة و النشر ، مصر 1994 – \”الممنوع و المسموح “ مختارات فصول.مصر 2002.- \”أقـــاصيص مـن السـويـــد\”الهيئة المصرية العامة للكتاب2005– \”قانون الحب\”سلسلة الكتاب الفضى.مصر2006 ،هوى الخمسين( نهضة مصر)2011، الكشف.( هيئة الكتاب)2013 رحيق الـروح(المجلس الاعلى للثقافة)و المعضلة الكبرى.(هيئة قصور الثقافة-مختارات 2016 ** كتاب نقدى بعنوان\”الاسكندرية قبل25 يناير فيض من الابداع المتألق\”.مكتبة اسكندرية2015 و**كتاب بعنوان\”نجيب محفوظ الانسان\” سلسلة نجيب محفوظ.هيئة الكتاب 2011 القصص القصيرة منشورة بالجرائد و المجلات الآتية : الأهرام – الأخبار – الجمهورية – المساء – أكتوبر – حواء – مايو – الهلال – الثقافة – الكاتب – ابداع – آخر ساعة – روز اليوسف – القصة – عالم القصة – أمواج – الاسكندرية – الأيام – البحث – تشرين – الموقف الأدبى – الثورة – الأسبوع الأدبى – الكتاب العربى – البيان – الأنباء – العربى – الفيصل – المجلة – الحرس الوطنى – الشرق الأوسط – الدستور – الرأى – – صباح الخير – الناشر – العربى – الكويت . المسرح :الجبلاية (مسرحية كوميدية3 فصول) – الدكتور مخالف (مسرحية كوميدية 3 فصول) . نماذج من الدراما الاذاعيةوالتلفزيونية : حجر النار – العائد – سباق الوهم – بوابة مورو – زارع الأمل – رحلة الصعود و الهبوط – رجال من بحرى – الدكتور مخالف – أحلام الناس الطيبين – عيون الليل – مفتاح السر- الحب والزمن و غيرها وهى مسلسلات اذاعية شهرية باذاعتى الاسكندرية و القاهرة ، فضلا عن العديد من السهرات الكوميدية وبرنامج عالم القصة..والمسلسل الكوميدى التلفزيونى\” عاليها واطيها انتاج \” صوت القاهرة 2008 ..والمسلسل التلفزيونى الدرامى\”المقلب\” ..تحت التنفيذ. فى النقد الأدبى : مجموعة مقالات نقدية عن أعمال بعض الكتاب العرب نشرت بمجلات و جرائد مختلفة . أهم الجوائز : 1- الجائزة الأولى عن رواية \”الأزمنة\” فى مسابقة احسان عبدالقدوس للرواية 1990 . 2- جائزة الدولة التشجيعية فى القصة لعام 1994 عن مجموعة (الموظفون) الصادرة عام 1991 عن مطبوعات اتحاد العرب بدمشق . 3- جائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية لعام 2001 عن رواية \”كف مريم\”. 4- جائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية لعام 2010 عن رواية المقلب. 5- جائزة الدولة التقديرية فى الآداب لعام2012 6- وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عام2013

النتاج الروائي:

17 رواية مذكورة فى السيرة الذاتية

النتاجات الأخرى:

11 مجموعة قصصية وكتابين احدهما عن نجيب محفوظ الانسان والثانى عن كتابات سكندرية قبل الثورة بعنوان الاسكندرية قبل 25 يناير فيض من الابداع المتألق

نقد ودراسات عن الروائي:

اهم النقاد والكتاب الذين كتبوا عنى: نجيب محفوظ-يوسف ادريس-د.على الراعى-د.صلاح فضل-د.مصطفى هدارة-د.حامد ابو احمد-د.احمد المصرى-د.هشام صادق-د.احمد فؤاد-د.السعيد الورقى-د.محمد زكريا عنانى-د.عبد العزيز الدسوقى..وغيرهم

معلومات أخرى (جوائز، ندوات، استضافات.. إلخ):

نماذج من آراء الكتاب والنقاد حول أعمال سعيد سالم أعد هذه الدراسة دكتور محمد زكريا عنانى بالتعاون مع الكاتب • نجيب محفوظ من حسن الحظ أنني تمكنت من قراءة بوابة مورو، وأشهد بأنها جذبتني إلى قراءتها بسحر فيها لاشك فيه وهى عمل جيد فى تصويره للبيئة ، وبما قدمته من شخوص حية ممثلة في الراوي والأب والفتاتين ، وأسلوبها ينبض بالحياة والتلقائية ، وإني أهنئك عليها وأعتبر عملك من آيات البشرى ببعث الحياة الثقافية التي لم يعد لها من عماد إلا حماس بعض الشبان أمثالك من أدباء مصر العزيزة- مجلة أكتوبر 7/3/1978 • يوسف إدريس سعيد سالم هو ابن الإسكندرية الذي دخل المسرح الأدبى دخول العاصفة ، والذي أتوقع أنه سيظل يثير من حوله تلك العواصف الخلاقة، وأنا قرأت أعماله الروائية الثلاثة\”جلامبو\” وبوابة مورو\” و\”عمالقة أكتوبر\” وكنت سعيدا بها جدا ، وسعيد سالم أقل الكتاب تأثرا بي، فله استقلاله الفني وله طريقته الخاصة وله مدرسته في الكتابة أن قصص سعيد سالم أحسن من قصص يوسف عجنون مليون مرة-مجلة البيان الكويتية – يوليه 1982 الدكتور على الراعي• مما لاشك فيه أن سعيد سالم قد قدم في بوابة مورو عملا جادا يستأهل النقد الجاد، ومن ثم احتفيت به بالطريقة الوحيدة التى يستأهلها العمل الجاد ، وهى حمله على محمل الجد فعلا ، ومعاملته معاملة الفن القادر على أن يثبت للتحليل ، بما يعنيه هذا من استخدام لأسلحة النقد الثقيلة في عرضه وتفسيره وتبيان نواحي ضعفه ومواطن قوته . مجلة المصــور – 26 نوفمبر 1982 الدكتور سيد حامد النساج• إن الفكرة المسيطرة على سعيد سالم في كثير من قصصه هي فكرة الحرية ، واختياراته في الأغلب الأعم هي شخصيات مكبوتة تعيش أزمات فردية والواقع موجود في ذهن الكاتب وهو يكتب ، لكنه يستخدم الفنتازيا أحيانا ليعبر من هذا الواقع برسائل الرمز والإيعاز والتضمين ، وأنا اتفق مع الكاتب فى ما ورائيات قصصه فهي مكتوبة بوعي شديد. إذاعة البرنامج الثاني.. برنامج مع النقـــــاد • أنيس منصور (هوى الخمسين) في خمسينيات القرن الماضي انتشرت في أوروبا مدارس في القصة القصيرة‏..‏ اختلاط بين القصص الواقعية واللا واقعية‏.‏ وكلهما تهرب من ان يكون لها لون او اسم او مدرسة‏.‏ وقد بالغ الادباء في الاختلاف‏.‏ حتي وجد الادباء انه ليس من الضروري ان يدخل اي مدرسة‏.‏ وظهرت في القصص العربية نماذج منها. وهذا يحدث كثيرا ولكن القليل منها جيد. حتي استاذنا توفيق الحكيم أشار إلي ذلك في روايته وهي التي ظهرت في الادب اليوناني. وظهرت اسماء كثيرة من الادباء الجدد. ومن بين الادب المصري قصة هوي الخمسين للاديب سعيد سالم. وهذه القصة قد ظهرت سنة 1982, وهي مفاجأة, فلم اتصور ان أديبا مصريا يلاحق الادب الحديث جدا في فرنسا. وانت في هذه القصة ـ لا أنت في قصة ولا أنت علي وعد بقصة, وخيالها لمحات جميلة. بعض هذه اللمحات مضيئة.. ولمحات من الوجود والزمن ولدي المؤلف إحساس عميق بمعاني الزمان والزمن والوجود والحياة والموت. وهي تعد خليطا من مدرسة دريرا بالفرنسية واللمحات الوجودية. ولكنه لايبقي طويلا في اي اتجاء. وانما بعض الزمن وفجأة ساعده الشعور بالموت, فهذا الشعور بالموت سار بلا واقعية.. وفي نفس الوقت يستوقفه الشعور بالفناء. واذا طلب منك احد ان تلخص هذه القصة فإنك لاتستطيع لانها ليست قصة.. وإنما هي وعد بقصة فكرة الوجود والعدم, فكأنك قد دخلت في الطرق الدقيقة في المدرسة الوجودية.. ولا يبقي الا بعض الوقت, حتي لا تكون قصة وانما ان تكون علي عجل.. كأنه مفروض عليك ان تكون مسرعا. لعلك ان تكون علي موعد في قصة اخري. صحيح انها ليست قصة وانما هي حالة من( السبنسي) فليس من أهداف القصة ان تريحك وانما تقول وتجري وتظل تجرى. جريدة الاهرام 14/5/2011 •يوسف الشار ونى أحب أن أعلن أن رواية \”جلامبو\” – كعمل أدبي أول على مستوى فني ناضج وملفت فيه دفقه الشباب ونظرته المحتجة على كثير من الأوضاع التي لا يرضى عنها في مجتمعه وفى نفس الوقت فان حبه لمصر لم يلهه عن فنه فلم ينس أنه يقدم عملا روائيا ، فلم يقع في براثن التقريرية ولا الأسلوب المباشر ولا حتى الأساليب التقليدية ، ونحن نستنشق في كل سطر من سطور الرواية عبق الإسكندرية ونكاد نتذوق طعم ملوحة بحرها ونستمع إلى أغانيها ونجوس وسط فلايكها وقد هبت علينا عواصفها وهطلت أمطارها. كتاب نماذج من الرواية المصرية هيئة الكتاب 1977 الدكتور عبد العزيز الدسوقي• سعيد سالم روائي وقاص موهوب ، وقد احتفيت به وقدمت قصصه باعتزاز في مجلة الثقافة وسأظل أعتز بنشر إبداعه في المجلة لأنه-في رأيي- من أعظم كتاب القصة والرواية في جيل السبعينات – مجلـة الثقافـة ديسمبر 1977 •دكتور صلاح فضــل 1-عمالقة أكتوبر: إن القصاص سعيد سالم يستحق عناية نقدية خاصة لأنه لايكتفى بموهبة الحكى بل يحاول استثمارها بذكاء ومهارة وهو يتميز بقدرة تصويرية ذات أبعاد تشكيلية تفيد من الإنجازات السينمائية وتقترب من التسجيل التشكيلي المجسد ، وهو لا يستقر على منظور واحد يرصد منه المشهد وتيار الوعي هو السمة الغالبة على الأداء القصصي عنده . جريـــــدة الأهـــرام 22 ينايــــر 1980 2-كف مريم: استطاع سعيد سالم بدأبه ومثابرته أن يستثمر ذكاءه الابداعى وتوقه الطليعى معا وأن يزحف بثقة الى الصفوف الأولى من كتاب السرد العربى فى مصر.وكنت قد تنبأت له منذمطلع الثمانينات بمستقبل واعد فى فن القص لموهبته ودهائه وقدراته التشكيلية البارزة وهاهو اليوم يقدم مايعتبره ذروة ابداعه ودرته الفريدة وهى رواية\”كف مريم\”…ونلاحظ أن جسارة الكاتب وتجريبه لعوالم جديدة فى كلا الجانبين التقنى والدلالى قد أضفى على الرواية قدرا من العمق والأصالة التى توقظ فى القارىء حس التوتر الدرامى والشفافية الروحية مما يعد شاهدا على نجاح المبدع فى تحريك السواكن الراكدة… وقد استطاع سعيد سالم أن يقيم البناء الدلالى لنموذجه الواعر على تحويل صورة \”مريم\” من مجرد امرأة مصرية تدفع ثمن فتنتها الأنثوية انتقاما من الزوج الذى اغتصبها الى رمز أعلى للعذراء التى تجمع بين التقديس الظاهر والتدنيس الباطن وقد احتشدت فى مسيرتها ملامح التمييز فى الجنس والدين والهجرة والعمل والحقد الدفين المتنامى لجرائم التعصب الأعمى

الأهرام 16/6/2003 3- الحب والزمن 2011 إن هذا المزج بين المادة التوثيقية والتخييلية يضفي علي السرد طابعا سياسيا حميما, يكاد يصل في بعض لحظاته إلي أن تصبح الوثائق هي لوثة الراوي القريب جدا من الكاتب الضمني, فهو شغوف بالبحر والغناء, مشغول بكتابة شيء عن نجيب محفوظ, والمشاهد الأخيرة من الرواية تبرر ذلك بحرفية بالغة, فهو يكاد يذوب في الماء مرتكبا ما لا يجرؤ علي فعله سوي الاسكندرانية. الأهرام 26/9/2011 محمد السيد عيد• لقد أسعدني تماما أن أجد في مجموعة \” قبلة الملكة\” خروجا على القضايا المألوفة في ساحتنا الأدبية ومحاولة جادة للتفلسف يقوم بها الكاتب السكندري سعيد سالم ، والمحور الذي يدور حوله كاتبنا هو \”الحياة\” وما يؤرقه في هذه الحياة هو غموضها لذلك نراه يردد بإلحاح عبارات مثل: \”لست أدرى\” ، \”لست أفهم\” ، الأمر شديد الغموض\” انه كاتب طموح يحاول أن يعرف سر الحياة وأن يثبت قدمه في أرض التفلسف ، ويتأثر فى رؤيته كثيرا بالعبث ، كما يتاثربه في أحداثه وشخصياته أما اللغة فتبتعد عن التجريب لكنها في مجملها جيدة ومعبرة – مجلـــــــة إبداع أكتوبر 1988 •دكتور يوسف عز الدين عيسى عندما قرأت روايتي\”جلامبو\” و\”بوابة مورو\” للأديب المهندس سعيد سالم شعرت بأنني أقرأ لشاب موهوب مطبوع لا مصنوع ، وربما يكون ذلك راجعا إلى خبرته في كتابة البحث العلمي فهو حاصل على الماجستير في الهندسة الكيمائية من جامعة الإسكندرية، وهو يكتب بتلقائية تشبه تلقائية الكاتبة الإنجليزية\”جين أوستن\” والتي وصفها أحد النقاد بأنها تكتب كما يزقزق العصفور ويبدو تركيب روايتيه في نظام هندسي مترابط ، وتتحرك أحداثهما فى قفزات تشبه القفزات المرسومة بدقة في بعض أنواع الرقص الإيقاعي أو رقصات البــاليه – جريدة الأخبـــــار يوليـــو 1979 دكتور محمد مصطفى هداره• تأتى معظم قصص سعيد سالم كصرخة احتجاج لحرية الانسان وقيمته الذاتية وكتأكيد لأهمية الفكر فى زمن المادة والبطل فى هذه القصص هو الفكرة وليس الشخصية أو الحدث والكاتب يتقن الوسائل الحديثة فى فن القصة القصيرة ،فهو لايعتمد على السرد والحكاية فقط وانما يستخدم المونولوج الداخلى استخداما جيدا بتعبير فيه تكثيف وشاعرية ، وهو يجنح قليلا الى السيريالية دون اغراق فى الغموض، كما يستخدم الشكل الأسطورى فى بعض الأقاصيص، أما لغتــه فهى متميزة فى مستواها الفنى والفكرى برنامج مع النقاد – اذاعة البرنامج الثانى 12 فبراير 1990 دكتور السعيد الورقى• 1- جلامبو1976 من القراءة الأولى لرواية \”جلامبو\” نكتشف أننا أمام كاتب سكندرى حقيقى ، فى كتاباته طعم الماء المالح ورائحة اليود وأعشاب البحر ، وفى شخصياته صدى لاضطرابات البحر وصراع الانسان وقصة كفاح كل يوم ، والى جانب شخصية البطل قدم سعيد سالم فى عمله القصصى حشدا من الشخصيات الرائعة التى تستطيع كل منها على حدة أن تكون نواة قصصية لعمل قصصى رائع- مجلــــة الكاتب مايو 1976 2- كف مريم 2001 لاتقف براعة سعيد سالم فى روايته\”كف مريم\” المانع المانح على قدرته فى وضع تصميم بنائى محكم لعمله،ولا على دقته فى رسم شخصياته وفى تكوين علاقات هذه الأشخاص ببعضها وبنفسها وبالحدث،ولا على منظومة القضايا والأفكار التى كانت حاضرة فى ذهنه وحركها من خلال شخصياته،ولا على التوازن الحسابى الدقيق لاستحضار أصوات شخصياته وتناسب حجمها مع حضورها،وإنما يقف على قمة براعته الأدائية لغة السرد لديه بما فيها من شاعرية مثقفة وما فيها من قدرة حركية تمتلك خصوصيات السرد.. سعيد سالم حكواتى مثقف،يمتلك تلقائية الحاكى الذى يظل مسيطرا على اذنك حتى نهاية الحكاية وهكذا كان يوسف إدريس العظيم. (الأهرام11/11/2001) 3-المقلب 2009 سعيد سالم أديب فنان يخوض تجربة الابداع بعشق فاهم ومدرب. عشق لفن القصة فى أشكالها، وعشق للانسان فى سعيه وكفاحه ضد كل المعوقات التى تحول بينه وبين عالمه المثالى الذى ينشده. الانسان فى أعمال سعيد سالم هو ابن الأرض الذى شكلته الظروف المحيطة ، فجعلت منه الشرير المتسلق ، والانتهازى المتسلط ، كما جعلت منه النبيل المثالى الطموح. ومن الطبيعى أن ينشأ الفعل الدرامى هنا فى الصراع بين النموذجين. ولأن كلا النموذجين مثالى فى أفعاله التى لايحيد عنها، فمن الطبيعى أيضا أن يكون الصراع هنا صراعا حادا وعميقا ومتضمنا لكل الأطر الثقافية المحيطة، وهو ما تضمنه الخطاب النصّى فى الأعمال القصصية للكاتب منذ روايته\”جلامبو\” فى أوائل السبعينيات وحتى رواية \”المقلب\” التى صدرت مؤخرا فى 2009 عن مطبوعات المجلس الأعلى للثقافة. وكما قام النص على ثنائية المقابلة فى تقسيم الفصول وفى توزيع الأدوار، كذلك ظهرت هذه الثنائية بشكل واضح فى تشكيل السرد الذى قام على المزاوجة بين سرد التسجيل الخارجى وسرد الرصد الداخلى،كما قام على ثنائية سرد الحكى وسرد الترجمة والاعتراف، كما زاوج بين السرد وتيار الوعى، وبين السرد فى بنيته التقليدية وسرد المونتاج والكولاج وسيناريو المشاهد والمسامع، والمزاوجة بين عربية السرد وعامية الحوار والسرد أحيانا. وتقدم هذه المهارة الحرفية بالتالى بناء سرديا متماسكا تقوم الدراما فيه على مفارقة الثنائيات المتضادة فى الظاهر، والمتماسكة فى البنية الفنية على نحو يكشف عن عمق الرؤية والتشكيل. هكذا يتمكن السرد من المعاونة فى كشف الانساق المضمرة فى ثنائياتها المتصارعة مابين الخير والشر والمكان والأنا والآخر والذكر والأنثى، وما بين الحكى والتداعى والرصد الخارجى والداخلى والتقليدى والتحديث ، وكلها ثنائيات تتصارع فى البنية السردية للنص لمزيد من الإضاءة والكشف ، والمتعة

الفنية، متعة الحكى. أخبار الأدب 21/4/2013 شــوقى بغدادى• ان هذا الشاب المختص بالكيمياء مسكون بهاجس الكتابة القصصية الى حد الهوس ، وكأن شيطانا داخليا لايقاوم يدفع به الى انجاز عمله فى جلسة واحدة وهو عارف بأصول اللعبة القصصية بتقنياتها المعروفة قديمها وحديثها ، وكتابته أشبه ماتكون بنهر غزير سريع التدفق ، وجمال عمله كامن فى وحشيته . تقديم رواية آلهة من طين – دار الجليل دمشـــق 1986 •مصطفى عبد اللطيف السحرتى يمثل هذا الكاتب الجيل الغاضب ، بل الجيل المتمرد المعربد وهو يسير على تقنية جديدة هى الكتابة بجمع اللقطات فى حركة جد سريعة أشبه باللقطات السينمائية وقد مثل لنا سعيد سالم المنتمى السلبى الفوضوى الذى أراد أن يغير المجتمع فخاب ، وبقى أبناء الحى – بوابة مورو – كما هم فى رضا وتواكل وقناعة ، وبقى هو فى حيرته وقلقه . مجلة الثقــــــافة يونية 1977 جلال العشـــــرى• تختلف \”آلهة من طين\” عن روايات سعيد سالم السابقة سواء من ناحية المضمون وزاوية الرؤية أو من ناحية الشكل وأداة التعبير ، وأخيرا من ناحية الأسلوب وطريقة الصياغة، مما يجعلها رواية غير تقليدية تتمرد على كل ماهو مألوف فى الفكر والصياغة والتعبيروالرواية فى الحقيقة تتجاوز حدود الواقع لكى تقترب من مملكة الرمز وتصبح الشخصيات دلالات على معان ميتافيزيقية وفلسفية، وتصير القضية المحورية التى يرتكز عليها الصراع الروائى هى قضية العلاقة بين الفن والدين ومن هنا اتسم شكل الرواية بالنـزعة اللاواقعية التى تبتعد عن الأساليب التقايدية فى السرد والحوار ، ففيها يمتزج المونولوج الداخلى بالمذكرات الشخصية أو أسلوب الاعتراف ، ويلتقى الحوار المتداخل بالاسترجاع ، ويجتمع الطابع التسجيلى للاحداث والتواريخ بالشطح الفلسفى الذى يقود الى التأمل فى جوهر الخلق وماهية الابداع – مجلة الاذاعــــة والتليفزيون 14/12/1985 أحمد زكى عبد الحليم• فى \” قبلــــة الملكة\” يبدو سعيد سالم حريصا على أن يمسك بتلك الخيوط الرئيسية فى حياة الانسان وخاصة أولئك الذين يعيشون حياتهم على نور العقل والمعرفة فينسج من هذه الخيوط أوتارا يعزف عليها مفارقات الحياة من خلال ألحان حزينة وشجية ويظل سعيد سالم صاحب أسلوب متميز ليس بطلاوة الكلمة ولكن بمقدرتها على اختراق الحجب والوصول الى جوهر الأشياء بحيث نرى حياتنا دمعة على أقدارنا ونبتسم فى سخرية أو فى حزن من أجل أيام ماضية وأيضا من أجل أيام مقبلة -مجلــــــة حواء 19/3/1988 دكتور محمد زكريا عناني• ونحن نقرأ رواية \” الأزمنـــــة\” نشعر أن الواقع كيان راسخ يتمثل فى كل جملة فيها ، ونعيد قراءتها فنهتز بفيض رومانسيتها وشجنها ، ولهذا الحب الموؤد بين بطلها ونجلاء، ولموت الأب وعذاب الغربة ثم نسترجع أصداءها فأذابها دنيا من الرموز التي تنساب طبيعية طيعة لا يفرضها منطق جامد ولا تخطيط نظري فإذا بنا أمام بناء فني يستفيد من كل الإمكانيات الفنية التي يسمح بها جنس الرواية- جريدة الأخبـــــار2/9/1992 المقلـــــــب:د.محمد زكريا عنانى والحديث عن(المقلب) لايصلح معه مثل هذا التنويه الموجزعلى قدر المساحة المتاحة هنا، فالرواية بنت هذه الأيام من حيث الموضوع ومن حيث الشكل أيضا، ولذا فإن علينا أن نبحث عن تفسيرات لهذه التكوينات اللغوية المبتكرة فيها…\”يسكننى جن طيب مسلم لايؤذى الإنس.يحب الزبالين ، ويحكى لى عما يفعلونه بعيدا عنى. كنا نتسامر ذات ليلة فحكى لى عن رحلة أورمه بحثا عن أبيه الذى لم يره منذ طفولته\”.. كما أن علينا أن نتقبل طبيعة البنية الحوارية التى تأخذ هيكلية السيناريو السينيمائى أحيانا… إلى غير هذا من الوثبات الفكرية والفنية المثيرة..\”آه يابلدى لماذا أحبك بهذا الجنون وكيف أستطيع التثبت والتشبث بأرضك حتى لاأموت بسيف أبى، ومن أين لى بطمأنينة راسخة وأنا أفرح بالموجود وأحزن على المفقود..ولم الطمأنينة يارجل وكأنما ليست لرحلتك نهاية؟!..\” كذلك فإن الحديث عن (المقلب) لابد وأن يتسع ولو لكلمة موجزة – من خارج النص- عن هذا الكاتب الرائع سعيد سالم الذى يقترب من السبعين الآن ، ومع ذلك فهو مازال يتوهج فى صدره ذلك الشغب الطازج الذى كتب به رواياته وقصصه اعتبارا من جلامبو-1976- ومرورا ببوابة مورو وآلهة من طين وعاليها واطيها والشرخ والأزمنة وكف مريم وحالة مستعصية والشىء الآخر وأقاصيص من السويد…الخ..أكثر من عشرين كتابا ما بين روايات ومجموعات قصصية ، والى جوارها العديد من الكتابات النقدية والدرامية للإذاعة والتلفزيون، وآخرها قيد الطبع الآن عمل عجيب التكوين عن ذكرياته مع نجيب محفوظ فى الاسكندرية ، بعنوان:\”نجيب محفوظ الإنسان\”.. يحتاج وحده الى حديث خاص. جريدة الاهرام 23/9/2010 المقـــــــــلب:د. أحمد فؤاد يمكن القول في ختام هذه الدراسة إن رواية (المقلب) حازت الكثير من فنيات الخطاب السردي على مستوى موقع السارد وعلى مستوى بناء الحدث بزمانيته ومكانيته وعلى مستوى تصوير الشخصيات وعلى مستوى اللغة السردية وغيرها من المستويات الجمالية للبنية السردية، ولا غرابة في ذلك، فهي من الروايات الأخيرة للكاتب الكبير سعيد سالم – أحد المواهب الإبداعية الحقيقية في الربع الأخير من القرن العشرين. وكشفت الدراسة كذلك عن البراعة الفنية في تصوير الشخصيات والقدرة على إدارة الصراع بينها بإحكام، وقد أتيح للمؤلف الفرصة في تقديم تعليقاته الشخصية ورؤيته الخاصة لما يحدث في المجتمع، دون أن يؤثر هذا على الصدق الفني والتبرير الموضوعي، وكان الفضل في ذلك للشخصيات التي كانت فاعلة وساردة في آن واحد، وهو ما يمكن معه تأكيد أن النص السردي في هذه الرواية وصل إلى قمة التماهي بين المؤلف والسارد والشخصية، وهو ما يقنع القارئ فنيًّا

ويساعد على تكامل أركان منظومة العمل السردي، ولا يُستثنى من ذلك سوى اعتماد المؤلف على بعض الهوامش لتفسير الكلمات الغريبة على القارئ. دكتور أحمد فؤاد. كلية التربية.جامعة عين شمس •الدكتور مصطفى عبد الغنى: 1-منذ البداية نكتشف أن سعيد سالم كان مهتما بفكرة الانتماء التى قد تعوقها أشياء كثيرة كى لاتغدو انتماء ايجابيا. وقد كان يعوق الانتماء-فيما يرى- الكثير من مظاهر الفساد الاقتصادىبوجه خاص، ونستطيع أن نربط هنا بسهولة بين هاجسه المضمر(الانتماء)وخوفه المعلن من الفساد.لقد تبلورت قناعته التى لخصت رواياته الأربع الأولى من مفهوم(الانتماء)وهو موقف شعورى ايجابى لايمكن أن يتحقق مالم يكن متبادلا بين الوطن والمواطن ، الى تأكيد هذا المفهوم بازالة معوقات الفساد من أمامه فى أعماله الأخيرة.ان الكاتب كان دائم العود الى العدو الخارجى وربطه بما يحدث فى العالم، مستخدما كثيرا من أساليبه الفنية من التقطيع السينمائى والاسترجاع والتسجيل وما الى ذلك. ان مايريد تأكيده سعيد سالم هو أن الواقع السياسى بدأ فى التغير تحت عنف معاول الاقتصاد الغربى والأمريكى بوجه خاص، بمؤسساته وأحلامه الجديدة فى السيطرة على العالم، ومع ذلك فانه لم يصل به الأمر الى اليأس والقنوط قط.. كتاب قضايا الرواية العربية. الدار المصرية اللبنانية1999 2-إنه لم يبق أمام الإنسان العربى غير أحلام اليقظة ليمضى اليها هربا من اثنين:إما الجنون وإما الفرار من الوطن كله،\”ولابأس من الجلوس في البيت ومشاهدة برامج التلفزيون الاسلامية التى تتحدث عن خوارق أولياء الله الصالحين وتسخير الجان لتحقيق المنافع،وعن الدجاجة التى تضع بيضا مكتوب عليه لفظ الجلالة والشهادتين،وعن الشجرة التى تنمو فروعها على هيئة لاإله الا الله،والجاموسة التى يشفى لبنها مرضى السكر\”. جريدة الأهرام7/6/2004(حول رواية الشىء الآخر) •صافيناز كاظم:(حالة مستعصية) رواية لأديب لاذع يمتلك سطوة المزاح بأدوات فن صعب لا أتحمله إلا من الذين يعرفون دروبه ومسالكه،فيتحركون بشقاوة وحكمة،ورشاقة وثقة.حواة بلا احتيال،يوقظون الشغف ويكتبون المرفوض لدى فأسامحهم لبلوغهم براعة التوظيف.هذه\”الحالة المستعصية\”قدمها سعيد سالم بسلسلة روايات الهلال أغسطس2002.حققت حضورها في إحساسى،وكلما عبرت بخاطرى ترسم على وجهى الابتسامة المخضلة بالحزن والمحن.بطلها المتكلم بالتداعيات،يطارده آخر بمكالمات هاتفية يسبه ويشتمه ويكيل له الاتهامات.ونظل معه نتساءل من يكون هذا المطارد-بكسر الراء-العنيد حتى يكتشف المفاجأة ونعرف منه أنه هو في حالة مونولوج منقلب على نفسه هو المطارد-بفتح الراء-وهو المطارد-بكسر الراء-قلت لكى أريح نفسى،هو\”ذات\” تحاسبها نفسه اللوامة،بعد أن سجلت عليه الخطايا والكذبات وادعاء التقوى والاستقامة المزيفة..لاخوف إذن. مادامت هناك نفس لوامة فهناك طوق نجاة،ومن ثم فالحالة ليست مستعصية.أبدا ليست مستعصية. مجلة المصور عدد 22/7/2005 •الدكتور هشام صادق: (دوائر الهوان في رواية الشىء الآخر) لم يكن غريبا أن يعترف منصور عبد الرازق بطل رواية الشىء الآخر بسلبيته ووقوفه موقف المتفرج على ما يدور حوله من تراجع قومى واحتلال أجنبى جديد لوطنه الذى سيطرت عليه الإدارة الأمريكية من الخارج وقوى الفساد والتخلف من الداخل،حتى نجحت في الإمساك بمقدراته الاقتصادية الى حد بات يهدد وجود الطبقة الوسطى والتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانضمام الى الغالبية التى تعيش تحت خط الفقر.وإذا كانت رائحة الفساد قد أزكمت الأنوف في قضايانواب القروض وغيرهم فإن المؤسسات العلمية والجامعات قد شاركت في زفة النفاق،حتى أن رئيس جامعة عريقة قد بدأ مهام وظيفته بترشيح رئيس الوزراء للحصول على أكبر جائزة تقديرية في البلاد،وذلك \”بعد أن ترسخ في ضمير سيادته النقى أن هذا الرجل هو أبدع المبدعين في مصر\”.. جريدة العربى الناصرى6/6/2004 •الدكتور حامد أبو أحمد: 1-(الشىء الآخر) رواية فريدة في هذا الجنس الأدبى كلها تبحث في سؤال كيف يكون الإنسان مهزوما وعاجزا لدرجة أن يبلغ به الأمر التوحد مع العجز،أو أن يتحول العجز الى حالة وجودية:\”أنت مجرد صدفة أكثر من كونك فكرة حقيقية شئت ذلك أو لم تشأ،فوجودك كان قهرا في جميع الأحوال لأنك لم تمتلك حق العدم\”..يحدثنا البطل العاجز المهزوم أن\”ارتخاءه لصيق الصلة بالارتخاء الذى أصاب الدولة على يد المتحكمين في مقاليد أمورها،والذين لايزيد عددهم في أعلى تقدير عن أربعين شخصا يهيمنون على مقاعد السياسة والاقتصاد،والذين لم يتغيروا منذ عشرات السنين ولم يغيروا في واقعى المتردى شيئا بالإيجاب،وكأن المقاعد التى يجلسون عليها عاشقة للغباء والفشل والعفن\”..لقد حاول سعيد سالم في روايته الجميلة أن يمزج بين الواقعى والسحرى ليقدم لنا صورة عما يدور في بلادنا خلال هذه الأيام.وإضافة الى استخدام بعض عناصر الواقع السحرى،وهى ذات تقنيات خاصة،نجده قد لجأ الى استخدام تقنيات حداثية أخرى جعلت روايته تنطوى على نوع من الخصوصية التى تميزه بين أقرانه من كتاب الرواية.ان هذه الرواية تجمع بين التوصيف والتحذير والبحث عن حلول في زمن استنام فيه الكتاب للراحة وتعايشوا مع الأوضاع السائدة،ومن هنا يصبح صوت مثل صوت سعيد سالم ضروريا ولازما لمواجهة الأوضاع المتردية. جريدة القاهرة31/8/2004 2-(المقلـــــــــــــــــب):د.حامد ابو احمد صدرت هذه الرواية لمؤلفها سعيد سالم عن \”إبداعات التفرغ\” بالمجلس الأعلى للثقافة عام 2009م. وهذا العمل بالإضافة إلى كونه رواية فإنه يقدم للقارئ معلومات فى غاية الأهمية عن عالم يعيش معنا ونعيش معه كل يوم ولكننا لا تعرف ما يدور فيه

والرواية مليئة بالشخصيات ولكنها لا تربك العمل ولا تؤثر عليه سلبا من الناحية البنائية. كما أن الرواية تنطوى على جانب أخلاقى، وهذا شئ طبيعى لكثرة الفساد وانتشاره على نحو لم يحدث فى تاريخ مصر. ولهذا نقرأ فى صفحة 59 على لسان مقلب الزبالة:\”حكايات الزبالين فى الملاحة وأبيس تستهوينى، لا لأنى أستمتع بها، فالواقع أننى أتألم بشدة للاستماع إليها وأنا الجماد الأصم، ولكن لأننى أرى فيها عبرة لا يراها أولئك المنهومون إلى الدنيا المتصارعون عليها كتصارع الكلاب على جيفة. لو كنت قادرا على النطق لقلت لهم أن ينتبهوا بين الحين والآخر إلى أنهم صائرون إلى زوال فى يوم من الأيام\”. ويستخدم المؤلف عددا من التقنيات الحداثية مثل تيار الوعى، والعودة إلى الوراء، والمونتاج السينمائى، وتكبير المنظر، والحلم، والتقسيم المحكم للفصول، وأنسنة الجماد، وغير ذلك. لكن الميزة الأكبر لهذه الرواية أنها تفضح الفساد والانحطاط والانهيار: انهيار المجتمع وانهيار القيم والأخلاق. •الدكتور محمود اسماعيل: (الشىء الآخر) مؤلف الرواية أديب متمرس،ومبدع متميز في أجناس أدبية متنوعة،فقد أنجز اثنتى عشرة رواية وتسع مجموعات قصصية ومسرحيتين فضلا عن عشرات المسلسلات الدرامية الاذاعية،كما أسهم في حقل النقد الأدبى..حيث نشر الكثير من المقالات والمتابعات النقدية في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية..وتتمحور هذه الرواية حول موضوع محدد:هو أزمة المثقف الملتزم في مجتمع فاسد،ويرجع هذا الفساد الى طبيعة النظام الأوتوقراطى العسكرى المتسلط،ولاغرو،فالعداء بين المثقف والسلطة عداء تاريخى،فالسيف والقلم لايجتمعان.السلطة تنشد تكريس الوضع القائم والمثقف الملتزم ينشد التغيير.وبديهى أن تفضى تلك المعادلة الى الصدام بين الخصمين اللدودين ومن ثم يكون المثقف أكثر من غيره مستهدفا من قبل السلطة الغاشمة،فتصادر على فكره وتطارده وتحاصره حتى يصبح أسير الدفاع عن وجوده..ذاك هو مصير منصور عبد الرازق كما صوره سعيد سالم ببراعة،إذ تتمحور أحداث الرواية حول \”عجزه\” وهو عجز تمثل في \”إخصائه\”سياسيا وعضويا،ففقد توازنه واختل عقله ودمرت كينونته،والأخطر مايفضى اليه ذلك العجز من تداعيات على المستوى الفردى والأسرى،وعلى الصعيد العام.. جريدة القاهرة13/9/2005 سيد الوكيل(مجلة الرواية) عن الحب والزمن: ـــــــــــــــــــــــــ في رواية ( الحب والزمن ) \”10\” لا يتردد ـ سعيد سالم ـ في شحن روايته بكثير من حيل الاستهداف التحريضي، سواء تلك التي ترقى إلى مستوى التشكيل السردي في صوره الفنية والتعبيرية والرمزية، أو تلك التي تتاخم حدود المباشرة التعبوية في نماذجها التسجيلية والتوثيقية، فضلا عمّا يفيد به من لغة اليوميات والتقارير والرسائل والمقالات الصحافية سواء تلك التي ترد بنصها وبأسماء كُتّابها، لتضفي سمتا توثيقيا صريحا، أو تلك التي يشير إليها أو يقتبس منها على سبيل الاستشهاد..هكذا جعل ( سعيد سالم ) من حياة بطله (مراد عامر ) وتحولاتها معادلا موضوعيا للواقع السياسي الذي تعيشه مصر ، ومعبرا عن الرؤية السياسية التي يطرحها، فضمن للرواية المستوى الفني الذي تمضي عليه في مسار الحياة الشخصية لبطله، سواء من حيث اللغة أو التشكيل السردي، وهذ الضمانة الفنية، أعطت الكاتب الحق في خروجات محسوبة ومقدرة لتفخيخ الرواية بكثير من أساليب الفضح والتحريض المباشرين، وكأنما يعد الرواية كلها للآنفجار في لحظة ما. . جريدة المساء 9/10/2013 سعيد سالم من الصفرية إلى التحقق ومن الجمود إلى الحياة قراءة فى رواية الحب والزمن د أحمد محمود المصري (مجلة المجلة يناير2016) لا تنفصل الكتابة عن أهدافها، لذا يجب أن تكون القراءة وعياً بأزمة خلق النص وإحالة إلى جملة العوامل المنتجة والفاعلة فى ولادته وتوجيهه وهى محاولة النفاذ إلى الدوافع المتشابكة والمعقدة التى أنجبت النص فى لحظة تاريخية معينة فجعلته مختلفاً عن كل نص آخر اختلافاً بيناً فى خصوصية إبداعية تجعله مفارقاً من حيث البناء، أو من حيث القضايا التى يثيرها ومفارقاً كذلك بخصائصه النفسية فى صلته بمبدعه وبخصائصه الفنية، فى صلته بذوق يسعى إلى التفرد رغم تأثره المحتوم بنصوص سابقة ينبثق منها ويتجاوزها جمالياً فى آن. ومن هذا المنطلق يفرض النص حضوره بقدر التقائه بزمنه إذ إن الكتابة هى أزمة الذات فى صلتها بالواقع، وهو ما يتحقق تمام التحقق فى رواية الحب والزمن للكاتب الكبير سعيد سالم التى نجحت فى فضح المسكوت عنه فى واقعنا من زاويتين نقديتين الأولى: زاوية التسلط السياسى المتمثل فى السلطة بأدوات فسادها وقمعها ورموزها، إضافة إلى الإحالة على اختلالات طبقية وتنموية والثانية زاوية مجتمع خامل مستكين لا يثور على الظلم والظالمين فجاءت الرواية تحريضاً له واستفزازاً لعجزه وإيقاظاً لغفوته وهو ما تم بالفعل فى 25 يناير 2011 زمن نشر هذه الرواية المتأخر عن زمن كتابتها بخمس سنوات لأسباب يسهل إدراكها أبرزها خوف الناشرين وهروبهم من نشرها باستثناء ابراهيم عيسى الذى نشرها على حلقات فى جريدة الدستور 2007م. إذن هذه الرواية ليست رواية متأثرة بأحداث الخامس والعشرين من يناير أو مؤرخة لها أو مجارية لأعمال سطحية كتبت على عجالة من أجل مجاراة الأحداث والمشاركة فيها، وإنما هى رواية محرضة كتبت قبلها بخمس سنوات إبان استشراء الفساد ووصوله إلى الذروة، كتبت بشجاعة حقيقية وإيمان بدور الكلمة الصادقة الواعية فى تشكيل وعى الأمة وتغيير مصير الشعوب، مركزة على نقطة بالغة الأهمية تكمن فى أن من لديه الإرادة لتغيير واقعه ستكون لديه القدرة على تغيير مجتمعه. الحب والزمن: رواية تقع فى مائتين وعشرين صفحة تقريباً تدور حول صراع الإنسان بين

الروح والجسد، بين حب الإله والسعى إلى نيل رضاه، وحب الحياة والسعى إلى الاستمتاع بها والنهل من منابع جمالها وبين الصراع الدائم بين الجمود والتجديد، الموت والحياة، الخنوع والتمرد، الخضوع والثورة، سواء على المستوى الفردى أو المستوى الجماعى، وقد استطاع الكاتب أن يعبر عن هذا الصراع تعبيراً دقيقاً كاشفاً موجعاً وصادماً وصادقاً بمهارة يحسد عليها وإن كانت متوقعة منه نظراً لما يمتلكه من أدوات فنية يسيطر عليها ويعرف كيف يوظفها خير توظيف. عتبة العنوان: تخيركاتبنا لروايته عنواناً يوحى بدلالات كثيرة ويطرح فى ذهن المتلقى أسئلة عديدة حول المقصود منه هو : الحب والزمن، وهو عنوان يحمل صراعاً بين طرفين يسعى كل منهما إلى فرض سطوته على الآخر، فلمن ستكون الغلبة للحب فيصمد فى وجه الزمن؛ أم الزمن الذى سيقهر الحب؟ وهل المقصود صمود الحب لشخص واحد دون تغيير؟ أم المقصود قدرة القلب على الشعور بالحب رغم مرور الزمن؟، وهل الزمن المتغير يستلزم تغير المشاعر وإعادة توجيهها بعد تغير القناعات والمواقف؟ وهل المقصود بالحب مجرد حب الرجل للمرأة أو العكس؟ أم أنه ينسحب إلى الحب بوجه عام كحب الوطن وحب الحياة؟ أسئلة كثيرة يطرحها العنوان وتجيب عنها الرواية تصريحاً أو تلميحاً، جاعلة من القدرة على التغيير قدرة على الحياة، ورابطة العجز والجمود والاستسلام للواقع بالموت فاتحة الرواية (براعة الاستهلال): إن الافتتاحية تؤكد أهمية العنصر المبتدأ به والكاتب المبدع يعرف من أين يبدأ مثلما فعل سعيد سالم فى روايته الحب والزمن حيث بدأ من قمة الحدث حيث نقطة التحول الفارقة بين حياتين راصداً ردود الأفعال المختلفة واستهانتة بها وثباته على اختياره واستعداده لتحمل جميع تبعاته. أحداث الرواية: تدور الرواية حول المهندس مراد الذى قرر التمرد على نمطية حياته بعد التقاعد فأقدم على خطوة مجنونة تكمن فى شراء مقهى والتحول من المهندس مراد إلى المعلم مراد الذى يرتدى الجلباب البلدى ويقبل على الحياة متحدياً التقولب والجمود ومستمتعاً بحريته فى التنقل بين المقهى والبيت والبار والشاطئ والمسجد. وقد كتبت هذه الرواية على مستويين متوازيين: الأول منهما مرتبط بمذكرات كتبها مراد عن نكسة 67، والثانى مرتبط بإرهاصات النكسة القادمة التى يتوقعها حال استمرت الأوضاع على ما هى عليه من انهيار وفساد. والحق أن فكرة الفساد وما ترتب عليها من انهيار شامل لكل أحوال البلاد وما يقابلها من ضعف شعبى وتخاذل واستسلام يصل إلى حد الاستعذاب فكرة مسيطرة على كتابات سعيد سالم التي تكشف بوضوح فساد المجتمع إما باستخدم الرمز الشفيف وإما بالوضوح العلنى و التصريح بالأسماء دون خوف أو رمز أو قناع. الشخصيات وعلاقة الكاتب بها: هناك عوامل كثيرة قد تقرب الكاتب أو تبعده عن شخصياته وتجعل التماثل بينه وبينها متطابقاً أو ممكناً وقريباً من الواقع الذى يعيشه الكاتب فى الحاضر أو كان يعيشه فى الزمن الماضى، أو تجعل ذلك التماثل بعيداً أو غير ممكن فيقع التشاكل عندئذ بين الكاتب وبين شخصياته. وتكمن ميزة سعيد سالم الحقيقية فى قدرته على تقديم شخصياته تقديماً حياً، فهى شخصيات حقيقية إنسانية ليست ورقية وليست أسطورية ممجدة، هى شخصيات مكبوتة حائرة تعيش أزمات متعددة منها الشرير المتسلق، والانتهازى المتسلط والجبان العاجز، والمثالى الساعى لتغيير مجتمعه وواقعه، والمهزوم المتوحد مع عجزه والمتعايش معه، شخصيات من لحم ودم برع فى رسمها وخلق الصراع بينها شخصيات تحمل فكرة ورؤية للحياة وتتماهى معه فى كثير من الأحيان. وقد ركز سعيد سالم فى رسم شخصياته على ولوج العالم الداخلى لها معتمداً على تقنية الاستبطان والمناجاة والمونولوج الداخلى للشخصية. وعلاقة شخصيات سعيد سالم به علاقة حتمية تقترب من عامل الوراثة عند الإنسان فشخصياته تشترك معه فى بعض الصفات حتى لو كان التناقض من حيث الطبيعة والتصرفات والمواقف واضحاً للعيان بينه وبينها ، وكما يستطيع العلماء المختصون أن يكتشفوا الصفات الوراثية غير الظاهرة بين الولد ووالديه، يستطيع الناقد المتنبه أن يكشف عن ماهية التماثل البعيد بين المؤلف والشخصية الروائية أثناء تحليله لبنية الرواية وطبيعة الشخصيات وحركتها ومواقفها من الحياة والعالم. لذا نستطيع بسهولة أن ندرك حجم التماثل بين شخصية مراد بطل الرواية وشخصية المؤلف فى كثير من النقاط لدرجة الشعور بأننا نستمع إلى صوته واضحاً وهو يتكلم حين تتكلم هذه الشخصية. وقد يسأل سائل: كيف يحصل التماثل المذكور إذا صور لنا المؤلف شخصية شريرة ومكروهة أو خائنة أو ما شابه ذلك؟ والإجابة ببساطة أنه حين يقدم هذه الشخصيات يصورها لا لكونه من داخله مشابهاً لها، وإنما لموقف فكرى مضاد لهذا النوع من الشخصيات، فيكون تقديمه لها تعرية وفضحاً لما تقوم به من فساد وشر فيحرض المتلقى على القيام بعملية الرفض لمثل هذه الشخصيات والشعور بالكراهية تجاهها، هذا الموقف من المؤلف تجاه الشخصية الشريرة هو ما يمكن تسميته بالتماثل المقابل أو المضاد مثلما فعل مع شخصيات العيسوى وبعض الصحافيين المنافقين، وشخصية نرجس، القططى وغيرها من الشخصيات. ورغم تزاحم الشخصيات بشكل ملحوظ فى روايتنا إلا أن الكاتب تمكن بمهارة واضحة من الإمساك بجميع خيوط هذه الشخصيات فأحسن توظيفها وتحريكها داخل الرواية، يضاف إلى هذا براعتة الواضحة فى تقديم الشخصيات الثانوية التى أخذت حقها من التفاصيل والحضور والبطولة والتألق حتى وإن كانت فترة حضورها الروائى قصيرة وخاطفة مثل شخصية أم فؤاد التى غيرت مجرى حياة بطل الرواية حين أشارت عليه بفكرة شراء المقهى، وكشخصية تحية الإخوانية وشخصية القططى المرشد، وشخصية حسن عامر شقيق

البطل وشخصية نرجس الانتهازية الميكيافيلية. آليات السرد فى الرواية: النظام الزمنى: لجأ سعيد سالم إلى تقنية القطع والتناوب عن طريق كسر زمن السرد الأفقى بكثير من الاستباقات والاسترجاعات فى سرد الأحداث، مما أحدث حالة من التوتر للمتلقى جعلته مشدوداً بين حالتى الاسترخاء والتوتر لا يخرج منهما إلا بانتهاء الرواية، وقد حدث هذا بالانتقال من الحديث عن ذكريات النكسة إلى الحديث عن واقع ينذر بنكسة أخرى وكان لاستخدام الكاتب فى بعض أجزاء روايتة لتقنية تعدد الأصوات أثره فى إحداث قدر كبير من القبول والتشويق عن طريق تكرار المشاهد والأحداث على ألسنة الشخصيات واللعب على عنصر الزمن على وجه الخصوص فنحن ننتقل بين زمنين: زمن واقعى للأحداث وزمن نفسي للشخصيات لا يحكمه منطق الدقائق بقدر ما يجول فى الأزمنة كلها الماضية والحاضرة والمستقبلية، ومن خلال هذا الزمن النفسى أمكن للأصوات المتعددة أن تتزامن وتتوازى وتتقاطع بحرية تامة لتشكل فى النهاية حالة من التكامل والانسجام الأمر الذى ضمن للرواية قدراً كبيراً من التماسك والوحدة لغة الرواية: قد يتصور القارئ أن تركيز الكاتب على محاربة الفساد و وذكره لبعض الوثائق المؤيدة لوجهة نظره، سيؤدى إلى طغيان التقريرية على اللغة وسلبها جماليتها، لكن هذا التصور لا يلبث أن يتلاشى بمجرد قراءة هذه الرواية حيث يكتشف أن لغة سعيد سالم سلسلة عذبة لا تستولى على الأحداث أو تطفى عليها، كما أنها لا تتوارى خلفها أو تقدم تنازلات من أجلها، بل تناغمت معها بشكل واضح، لغة تميزت بالشاعرية والصور الموحية والسرد الرشيق و استخدام جملة من المستويات اللغوية تناسب أوضاع الشخصيات الثقافية والاجتماعية والفكرية بحيث تمنح كل شخصية اللغة التى تليق بها. التفاعلات النصية: تتميز كتابات سعيد سالم بصفة عامة، بالتفاعلات النصية وأبرز ما يميزهذه التفاعلات أنها حققت وظائف جمالية وفنية وإبداعية أخرجت النص من الأحادية المغلقة إلى المتعدد والمنفتح تهدم الحدود بين الأجناس الأدبية فتكسر ضفافها وتجعل منها نصوصاً مترابطة ومتقاطعة فتكون جنساً جامعاً لشتى ضروب القول الأخرى. وهى تقنية فنية فرضتها طبيعة الرواية بعيداً عن استعراض الثقافات وقد تعددت مصادر هذه التفاعلات تنوعا كبيرا فجاءت من القرآن والسنة وكلام المسيح عليه السلام والنصوص التراثية كما تناولت بعض الأعمال الفنية الحديثة شعرا ونثرا وأخيراً إذا كانت قيمة الكلام تقاس بمضمونه وتأثيره فإنها تقاس كذلك بزمن قوله ،وكم من كلام فقد معناه بسبب توقيت قوله ومن هنا تأتي قيمة هذه الرواية التي قيلت فى وقتها وقد تخير صاحبها رصد الواقع الفاسد فى مصر رصداً حيا وجارحاً ولم يتورع عن محاكمته بقسوة اختار فيها أن يقبض على الجمر وهو مشتعل ولم يتردد أمام اندفاعه الشخصى نحو أحزان بلاده غامر بكل شئ بحريته الشخصية، بالكتابة، بأسرته كى يرسم مستقبلا أفضل لوطن يستحق أن نضحي من أجله. الإنسان ومجاهدة الفتن الثلاث قراءة فى مجموعة (الكشف) لسعيد سالم د.أحمد المصرى يمتلك سعيد سالم قدرة فنية هائلة مكنته من تقديم شخصياته تقديما متقناً تفوح منه رائحة الحياة، وأبرز ما يميز شخصيات سعيد سالم أنها شخصيات حقيقية إنسانية وليست شخصيات أسطورية ممجدة، هى شخصيات مكبوتة حائرة تعيش أزمات متعددة منها الشرير المتسلق، والانتهازى المتسلط والجبان العاجز، والمثالى الساعى لتغيير مجتمعه وواقعه ومنها المهزوم العاجز المتوحد مع عجزه والمتعايش معه شخصيات من لحم ودم برع إلى حد بعيد فى رسمها وخلق الصراع بينها، شخصيات تحمل فكرة ورؤية للحياة وتتماهى معه فى كثير من الأحيان. شخصيات تعانى متوترة أبداً من الداخل وثمة قوة خفية يستعر أوراها حيناً ويهمد حيناً آخر كأننا هنا إزاء صراع مرير وقاس يستنزف كل قوى القلب والعقل لتحقيق درجة من الصفاء أو الكشف. وقد ركز سعيد سالم فى رسم شخصياته على ولوج العالم الداخلى لها معتمداً على تقنية الاستبطان والمناجاة والمنولوج الداخلى للشخصية. لغة سعيد سالم لغة راقية إلى حد بعيد بها سلاسة الشعر ورقته وطريقتة فى التعبير بخطوط مواربة تجعل القارئ يبحث عما وراء الكلمات والتكوينات المفعمة بشهوة التحديق فى خفايا المشهد السردى وأسراره، لغة تعتمد على الإثارة والتشويق، تميزها براعة واضحة فى استخدام جملة من المستويات اللغوية تناسب أوضاع الشخصيات الثقافية والاجتماعية والفكرية بحيث يمنح كل شخصية اللغة التى تليق بها لغة تظل عين الكاتب عليها حتى آخر قطرة حبر فى قلمه، وآخر نوبة جنون فى أصابعه، وآخر نغم كونى تعزفه القريحة يغلفها الرمز حيناً ولكن يبقى أهم ما يميز لغة الكاتب يكمن فى اتساق هذه اللغة ومضمون المجموعة القصصية لذا فكثيراً ما نجد كلمات وعبارات صوفية خالصة تعبر عن المجاهدة والكشف والانعتاق والتحرر. ثالثا: بعض الآراء الخاصة للكاتب • رؤيتى لماهية الفن: من خلال 27 عملا أدبيا مطبوعا هم حصيلة انجازى الأدبى حتى 2011 وهم 15 رواية و10 مجموعات قصصية وكتابين فى النقد الأدبى ، وعشرات من الأعمال الدرامية الاذاعية والتلفزيونية ، أستطيع أن أصرح باعتقادى فى صحة المقولة المعروفة أن\” الفن امتاع وتنوير \” ، وأنه ان لم يحقق الهدفين معا هبطت قيمته. انى أرى فى الفن سبيلا راقيا لتحقيق التصالح والتناغم بين الانسان ونفسه من جهة ، وبينه وبين الحياة والكون وخالقه من جهة أخرى.انى أرى فى الفن خلاصا شجيا يصل الانسان بالأرض والسماء فى حب لاحدود له، ولقد وجدت فى فن الابداع الروائى والقصصى ضالتى التى تحقق لى كل تلك الغايات مجتمعة لمــــاذا أكتب ؟ • أكتب لأننى مدفوع الى ذلك الفعل الذى يكاد يكون غريزيا ، والذى أسميه أحيانا بشهوة الابداع

ولأننى لو لم أمارس هذا الفعل الفطرى التلقائى فاننى أختل من داخلى وتتعاكس ملكاتى وتضطرب نفسى ويدهمنى اكتئاب لاتنقطع موجاته المتعاقبة، لكنى فى الوقت ذاته أشعر بثقة شديدة أننى أؤدى رسالة لامبرر لوجودى على قيد الحياة ما لم أجتهد فى توصيلها لعشيرتى فى الانسانية.. وأنا لست أجهل أن توصيل الرسالة من الكاتب للآخرين مرتبط بأسباب أخرى خارجة عن ارادته ، كالنشر والنقد والجمهور القارىء … تلك الأسباب التى تبدو – فى حالتى على الأقل – متعثرة الى حد كبير ، حتى أن بعض أعمالى تنشر بعد مرور عشرة سنوات على كتابتها أو يزيد- مثل رواية الفلوس- الا أننى حين أكتب لا أعبأ بسبب واحد من هذه الأسباب ، وانى لأشكر الله كثيرا على أن هدانى لذلك بعد أن حبانى بالموهبة . لمـــن أكتب ؟؟؟ … • من المؤكد حسبما تشير الاحصائيات أننا شعب غير قارىء ، وبالتالى فأنا أكتب الى فئة محدودة جدا من مجتمعنا العربى الكبير –على عكس الحال حين أكتب التمثيليات الدرامية الاذاعية والتلفزيونية بالعامية المصرية – لكنى أعتقد أن تأثير الفن فى دائرة محدودة من البشر يمكن أن يتسع فى دوائر أخرى أكثر امتدادا مع الزمن غير المرتبط بعمر الفنان ، بحيث يأتى تأثيره تراكميا لاوقتيا. ليست تلك ذريعة للاستمرار فى الكتابة بلا أمل ، وانما هى نظرة واقعية قائمة على تأمل عميق فى فلسفة أن يمضى انسان عمره فى تأدية عمل لايستطيع ولا يأمل أن يقطف ثمرته على الفور، وليس المقصود بالثمرة نفع شخصى بقدر ما هو مقصود توصيل الرسالة المشار اليها ، فهذا هو النفع الأكبر والمتعة المشتهاه. كيف ، وفيم أكتب ؟؟ • ان ميلاد العمل الأدبى عندى يقوم بالدرجة الأولى على انشغالى المؤرق بقضية انسانية ما ، تسيطر على مشاعرى وأحاسيسى وتدفعنى الى البدء فى الكتابة دفعا لاسبيل الى مقاومته ولا يعنى ذلك أن الدافع الأولى عندى هو الفكرة المجردة \”كالسعادة والحرية والعدالة\”، بل هو الاحساس المصاحب لهذه الفكرة والمتوحد معها وأضرب على ذلك مثالين : الأول هو الذى حركنى لكتابة روايتى الرابعة التى تتعرض للعلاقة بين الفن والدين ( آلهة من طين ) كمرحلة أولى ، ثم روايتى العاشرة ( حالة مستعصية ) كمرحلة تالية.. كان الدافع هو احساسى بأننا كمصريين وعرب ، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات نعانى من انفصام فكرى مقيت بين ثنائيات يعتقد الكثيرون أنها متناقضة، اذ يختلط فيها المطلق بالنسبى سواء عن غير قصد أو لقصد مشبوه ، مثل الأصولية واللبرالية ، أو الأصالة والمعاصرة أو التراث والحداثة ، أو الدين والدولة … وغيرها من ثنائيات تشتعل بينها المعارك على جبهتين تعتقد كل منهما أنها صاحبة الحل الأفضل أو الأوحد، بينما يتغافل الجميع عن فكرة ايجاد حلول تكاملية لاتفاضلية ولا تلفيقية ، تشفى الأفراد والجماعات من ذلك الانفصام الذى يؤدى بقراراتنا ومواقفنا الحياتية الى أن تكون مجرد ردود أفعال لما يحدث فى الدنيا دون مبادرات ايجابية أصيلة من جانبنا ..أما المثال الثانى فهو الدافع الذى قادنى الى كتابة رواياتى الثلاث الأولى – جلامبو ،بوابة مورو، عمالقة أكتوبر- كان الدافع هو احساسى القوى بفكرة الانتماء بمعناها الشمولى أولا ثم الوطنى ثانيا. اننى أعتقد أن الانتماء هو عقد مواطنة مكتوب بين الوطن والمواطن وموقع من كليهما ، فاذا غاب توقيع أحد الطرفين أصبح العقد باطلا، وهذا يفسر ما يحدث لشبابنا الذين يكتشفون أن عقودهم الانتمائية موقعة من طرفهم فقط، فإما يلجأون الى الاغتراب خارج الوطن للبحث عن الحلم الأمريكى وخلافه،أو الاغتراب داخل الوطن سواء بالانحراف أو التطرف ، كما أن البعـض منهم وهوالأكثر حساسية وانطوائية قد يلجأ الى الاغتراب الداخلى فتدهسه الأمراض النفسية والعصبية ، بينما هو باق بجسده داخل وطنه.. من هنا كان بطل\” جلامبو\” ، وفى النهاية فاننى أستطيع استخلاص آراء النقاد حول معظم كتاباتى فى أنها كتابات أشبه ما تكون بالكوميديا السوداء التى تميل الى التفلسف الساخر وتتخذ من الطابع غير التقليدى أسلوبا لها ، اذ يمتزج فيها السرد بالمونولوج الداخلى بالحوار المسرحى والسيناريو السينيمائى والخطابات وتيار اللاوعى ، دون التخلى عن فكرة\” الحدوتة\” سواء باللجوء الى الواقعية أو الفانتازيا أو الى المزج بينهما ، ويشير بعض النقاد الى تصاعد الحس الصوفى فى لغة أعمالى الأخيرة مثل الكيلو 101 الوجه والقناع وكف مريم. رؤيتى لقضية الشكل والمضمون يرى البعض أن الشكل هو الوعاء الفنى الذى يصب المضمون بداخله. أما أنا فأنضم الى هؤلاء الذين لاينظرون بصورة منفصلة للشكل عن المضمون، اذ أننى أرى فيهما مصهورا متجانسا أذابه الصدق الفنى. ويمكننى ايضاح ذلك بطريقة اجتماعية مرة وبطريقة كيمائية -بحكم مهنتى- مرة أخرى. فأما التفسير الاجتماعى فهو يشبه زواج -رجل بامرأة على أن يكون الصدق الفنى هو المأذون الذى يعقد عليهما.. وأما التفسير الكيمائى فهو أن المصهور أو المزيج يصعب فصله الى مكوناته ، على عكس الخليط الذى يمكن فصله الى العنصرين المكونين له. قضية الفصحى والعاميــة: معنى القصة العربية أنها نوع من فنون الأدب المكتوبة باللغة العربية، واللغة فى ذاتها هى إحدى مكونات الجمال الفنى فى القصة، وهى أحد العناصر الأساسية فى إنشاء القانون الفنى المختص بذات القصة والنابع من جوهرها وشكلها.فإذا ماخلطنا العامية بالفصحى فى عمل قصصى فإننا نكون كمن أصدر قانونا ثم قام بالخروج عليه،هذا من حيث المبدأ، أما من حيث النتيجة فإن الخروج على القانون-مثلما يشكل جريمة فى عرف المجتمع-يشكل فى عرف الفن جريمة أيضا،وأقصد بذلك جريمة القبح والتشويه وعدم التجانس والنزول بالفن إلى درجة سفلى. وإنى أتفق مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهما من الكتاب المعاصرين الذين انتهوا من هذه المشكلة بنجاح فيما

يسمى باللغة الثالثة التى تستخدم فى الحوار فقط،وهى لغة ذات جرس أو رنين أو إحساس عامى لكنها فصحى فى الأصل،أما السرد فيظل على عرشه الجدير به،إذ أن الحوار وحده هو الذى يتعرض للتعبير عن متحاورين تتفاوت مستوياتهم الثقافية والمعرفية والتعبيرية. رابعا: مساهماته الإبداعية فى الأنشطة الثقافية والفكرية المختلفة سعيد سالم كاتب دؤوب يتمتع بقدرة غير عادية على الصبر والانتظار مع مداومة الإصرار على الفعل دون أن يستسلم لليأس،فمعظم رواياته لم تنشر إلا بعد كتابتها بسنوات عديدة بلغت أحيانا عشرة سنوات(رواية الفلوس) وزادت عن ذلك أحيانا أخرى(رواية حالة مستعصية) ورغم ذلك فهو يقتحم مجالات عديدة يعبر فيها عن فكره ويطرحه بصور متنوعة كالمقالات والمسلسلات الدرامية والندوات والأحاديث الصحافية والإذاعية ، متحديا بذلك كل الظروف التى كان من الممكن أن تدفع به إلى اليأس والتوقف عن الإبداع.لذلك نجده يصرح فى شهادته المشار إليها فى مجلة فصول- خريف 1992- قائلا:\”إن عملية قتل الإبداع لاتحدث إلا من داخل المبدع نفسه،فالعوامل الخارجية مهما كانت قوتها يستعصى عليها أن تقضى على الابداع،بل إنها ربما تستثيره فى حدود معينة،وهى قد تعوق المسيرة الابداعية حينا أو آخر طبقا لنوعها وأثرها لكن المبدع لايقتله أحد إلا نفسه. إن سيكولوجية الابداع مسألة معقدة للغاية ولا يمكن أن تخضع لقواعد معروفة أو ثابتة إذأنها تختلف من كاتب إلى آخر، بل إنها تختلف عند الكاتب الواحد نفسه من حين إلى آخر…إن حالتى المزاجية المتقلبة بشدة ترتبط بالابداع إلى حد كبير،ولاشك أن هذه الحالة تأخذ طابعا خاصا حين يغزو العراق الكويت، وحين تدمر أمريكا الشعب العراقى على مسمع ومرأى من العرب تحت راية الأمم المتحدة، وحين أقع فى حب جديد، وحين يتضاعف سعر رغيف الخبز فى بلادى، وحين يقتل الشعب اللبنانى نفسه، وحين يتصدى أطفال فلسطين للمجنزرات الصهيونية بالحجارة، وحين تحاصرنى مكبرات الصوت المحيطة بمنزلى تنادى بعضها على بضاعة للبيع، وتذيع بعضها القرآن عزاء لفقيد، وتذيع الأخرى حفل زفاف همجيا\”. ونخلص مما ذكره سعيد سالم إلى أن هدفه الأساسى الملح من رحلته الابداعية هو توصيل فكره الى الناس بأية صورة، فإن واجه صعوبات كالنشر ومتطلبات الحياة اليومية وضغوطها والبعد عن العاصمة وقيود العمل والسكن فضلا عن المرض وتبعاته ، فإنه لاينصرف إلى الشكوى والتذمر وإنما ينطلق إلى تنويع أدوات توصيل فكره ورسالته قدر المستطاع. ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال مساهماته الآتية: 1-إلقاء المحاضرات حول قضايا الفكر والفن والمجتمع فى العديد من المنتديات الأدبية مثل قصور الثقافة والروتارى وبعض المراكز الثقافية الأجنبية وأتيليه الكتاب والفنانين وبعض البرامج الاذاعية مثل برنامج مجلة الاسكندرية ويوميات سكندرية. 2-المشاركة فى التجمعات الأدبية ومعارض الكتاب خارج مصر والتصدى لمناقشة القضايا الثقافية الوطنية والقومية من خلال الحوار مع المثقفين فى سوريه والعراق والأردن وأمريكا والسويد وطرح ومناقشة القضايا الثقافية العامة من خلال كتابة المقال الساخر فى العديد من الجرائد المصرية. 3-إعداد برنامج درامى أسبوعى بإذاعة الاسكندرية بعنوان\”عالم القصة\” يتم فيه تناول الأعمال القصصية للأدباء الجدد للتعريف بإنتاجهم ودفعهم إلى دائرة الضوء الجماهيرية. 4-مخاطبة الجماهير فنيا من خلال تقديم عشرات المسلسلات الدرامية الشهرية والسهرات والتمثيليات القصيرة بالاذاعة والتلفزيون وكذلك المشاركة فى بعض البرامج الثقافية بهما. 5-عقد ندوات دورية بنادى سموحة الاجتماعى الرياضى لمناقشة الأعمال الأدبية والفنية المختلفة وتشجيع البراعم الجديدة بدفع إنتاجهم للنشر. 6-المشاركة فى عضوية لجنة النصوص الدرامية بالادارة المركزية لاذاعة وتلفزيون الاسكندرية لاختيار الأعمال الدرامية الصالحة التى تقدم فنا راقيا دون المساس بالقيم والمقدسات والأعراف. 7-المساهمة فى رفع الكفاية الانتاجية للعمال وتقليل عوادم الانتاج والمحافظة على جودته وعلى نظافة البيئة من خلال تقديم أعمال درامية قصيرة لبرنامج مع العمال وذلك بحكم خبرته المهنية الطويلة فى هذا المجال. 8-عقد صالون أدبى غير دورى بالمنزل للالتقاء بالكتاب والشعراء والأدباء والفنانين. 9-المساهمة فى الندوات والمؤتمرات الأدبية التى تعقد بالمراكز الثقافية المختلفة خارج الاسكندرية مثل القاهرة والفيوم والوادى الجديد والبحيرة والاسماعيلية والسويس. *****