تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

الالسنة الزرقاء.. في تفاصيل الليل والنهار بعين آدم

الالسنة الزرقاء.. في تفاصيل الليل والنهار بعين آدم

((الألسنة الزرقاء)) للروائي سالمي ناصر مغامرة سردية، تفتح نافذة على تلك المأساة التي عرفت في الجزائر ب((العشرية السوداء))، أرادها أصحابها ان تكون رصد يوميات الانسان، للكوابيس التي تأتي بغير استئذان للأحلام المطلة، ولظاهره الإرهاب وتأثيرها في انسان ((عين آدم)) المدينة الصغيرة في فترة تمتد من خريف ١٩٩٦ الى ربيع ١٩٩٧، لكنه رصد يجمع بين الواقع التاريخي والخرافة في فنتازيا سوداء، تتداخل فيها الطبيعة مع الانسان، فالطبيعة في هذا النص ليس اطارا حياديا للأحداث، بل فاعل ينمو، ويأثر في الكثر من مشهد، مستثمرا في عناصر الطبيعة دلالاتها الرمزية، ،طاقاتها الإيجابية، مانحا” النص سيرورته وابعاده.

تشرق شمس ((عين الدم)) على ميلاد إشاعة، تتقاذفا الالسن، وتتلقفها الاذن حتى تلبس على الاذهان، ولا تغرب الشمس الا على متاريس الفرقة والخوف والقلق. فاذا كانت الاشاعة مرضا” اجتماعيا”، فهي في مواسم الحقد والكراهية أكثر من وباء، فالألسنة الزرقاء لا تفسر الإرهاب بالأسباب كانت السبب في امتداده واستمراره، فقد ظلت تغذيه، وتمده بحطبها، ولهيبها حتى احترق الجميع.

وهي مغامرة جمالية، تجمع بين اللغة الشرعية الراقية، والتراث الثقافي الشعبي، لتمنح القارئ مشاهد فنية، تحاكي أحلام واكراهات الحياة في المجتمع الجزائري، وتؤسس لمشروع سردي، يجعل من الرواية سؤالا” وجوديا” حول مصير الانسان،، ورحلته اليومية في الحياة.