((نحو الوعي بالسرد الروائي العربي)) رؤية نقدية تعتمد تاريخ اشتغال الناقدة – الروائية الدكتورة/ زهور كرام. في مجال السرد الروائي، التي تجلت في كتبها ودراستها النقدية السابقة. يعد استمرار واصيلا للأفكار والتصورات والمفاهيم التي عالجتها الكاتبة، وحورتها خاصة في كتبها: ((الرواية العربية وزمن التكون))، و ((ذات المؤلف من السيرة الذاتية الى التخييل الذاتي))، و ((الادب الرقمي)).
يشتغل الكتاب بمنطقة التحولات التي يعرفها السرد الروائي في العقدين الأخيرين، والتي مست نظام الكتابة، وعناصرها، وأدت إلى تحولات في مفاهيم مكونات الكتابة، مثل المؤلف والسارد والقارئ، واللغة، كما شملت مفهوم الجني الروائي، خاصة مع ظهور تجنيسات جديدة مثل التخييل الذاتي. تنتقل الرواية العربية وفق ما تشهده من تحولات في نظام السرد، من الخطاب التحليلي للأوضاع الاجتماعية، والتاريخ والذاكرة، الى خطاب الرؤية. ذلك، بناء على انتقالها من الزمنين الافقي والعمودي الى الترابط ((منطق الضفيرة)) حيث وجود القارئ، باعتباره شريكا في التأليف والكتابة، من خلال القدرة على قراءة/ كتابة الطبقات السردية الا مرئية.
يسمح خطاب الكتابة السردية، الذي يتميز بالحركية، والانتقالات بين مواقع المؤلف والكاتب والشخصية والسارد ثم القارئ بإحداث منطقة ممكنة للحوار، وزمن مؤهل لإنتاج الشراكة في التفكير الجمعي المتعدد والمتنوع، كما يسمح شكل هذا الخطاب، بإنتاج وعي بإكراهات تحقق الحوار والشراكة، على اعتبار أن نظام السرد الروائي فعل تشخيصي للمحتمل، وفي الوقت ذاته فعل تشخيصي لعناصر خلل تحقق المحتمل.