انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، فعاليات مهرجان «كتارا» للرواية العربية في نسخته الثانية بتوقيع 25 رواية، منها الخمس الفائزة بجائزة الدورة الأولى في صنف الرواية غير المنشورة، إضافة إلى الروايات العشر في صنف المنشور وغير المنشور، التي ترجمت إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
وكان لافتاً في حفل الافتتاح رغبة الجميع في معرفة القائمة النهائية للفائزين بالدورة الثانية التي تكتمت عنها اللجنة المنظمة والتي تفادت دعوة الفائزين في اليوم الأول، حيث من المتوقع أن يظهروا في الحفل الختامي يوم الأربعاء للإعلان عنهم رسميا.
ويعد حجب الأسماء الفائزة عن الرأي العام مصدر تفرد الجائزة عن سواها مثل البوكر التي تعمد إلى نشر قوائم طويلة وقصيرة قبيل الإعلان عن الأسماء الفائزة.
وبحسب معلومات «القدس العربي» فإن الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، ومواطنه يحيى يخلف، واللبناني الياس خوري من المرشحين للفوز بجوائز كتارا هذه السنة.
كما تداولت بعض المصاد، اسم الروائي الليبي إبراهيم الكوني لينضم إلى كوكبة المرشحين للفوز بالجوائز التي ستسلم في حفل ختام المهرجان.
ورشح أيضاً، من كواليس هيئة إدارة الجائزة وجود أسماء مصرية إلى جانب روائيين شباب يمثلون المغرب العربي التي حصدت أسماء منها عدة جوائز في الدورة الأولى يتقدمهم الجزائري واسيني الأعرج إلى جانب كل من المغاربة عبد الجليل الوزاني التهامي، وزكرياء أبو مارية.
ومن الأسماء الخليجية يتداول أنباء عن فوز روائية قطرية شابة بإحدى الجوائز لتنضم للبحرينية منيرة سوار التي فاز عملها جارية بجائزة الرواية المنشورة في الدورة الأولى.
وتساءل بعض النقاد عن سر اختفاء بعض الأسماء التي تركت أعمالها أثراً في الساحة الأدبية مثل نص السوداني حامد الناظر «نبوءة السقا» الذي كان محل إشادة، إلى جانب بعض الأسماء الأخرى، ليتساءل المصدر عن سبب الاهتمام ببعض الأسماء المهمة مقابل منح الفرصة للروائيين الواعدين الذين شغلت نصوصهم الساحة.
وأشرف خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام الحي الثقافي كتارا على حفل افتتاح مهرجان كتارا للرواية العربية، في دورته الثانية، الذي يقام حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وحضره جمع من الروائيين والنقاد وجل الفائزين بالدورة الأولى، يتصدرهم واسيني الأعرج وأمير تاج السر والمصري إبراهيم عبد المجيد.
وأكد السليطي في كلمته الافتتاحية «على السعي الجاد والعمل الدؤوب، لتبقى جائزة كتارا للرواية شعلة وهاجة كل عام، تستضيء بمهرجان أدبي وثقافي، يتنادى إليه نخبة من الأدباء والروائيين والنقاد والباحثين، وتستنير بمعارض توثق لتاريخ الرواية وروادها وتتوهج بندوات تقارب راهن الرواية وأفقها وتناقش إبدالاتها وتحولاتها على مستوى الشكل والخطاب السردي».
وأضاف أن «جائزة كتارا للرواية العربية على جدتها وحداثة سنها، فإنها أصبحت ملتقى مركزيا كبيراً، يشهد على ذلك، الإقبال المطرد للمشاركينَ في الدورة الثانية؛ إذ فاق عدد المشاركات كل التوقعات، حيث بلغ 1004 في ثلاث فئات وهي: الرواية غير المنشورة بـ 732 عملا والرواية المنشورة بـ 234 مشاركة وفئة الدراسات النقدية بـ 38 دراسة». وأكد «أن هذا الإقبال المتنامي يعكس جغرافية أدبية شاسعة على امتداد الوطن العربي، حيث بلغت مشاركة مصر والسودان 375 مشاركة، وبلغت مشاركات بلاد الشام والعراق 260، بينما سجلت مشاركة دول المغرب العربي 257 مشاركة، ووصلت مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي واليمن إلى 10، لافتا إلى أن هذه الدورة تعززت بـ 7مشاركات من دول غير عربية .
وتابع: «بما أن طبيعة النوع البشري ميالة إلى التغيير وعدم الجمود، فإن طبيعة النوع الأدبي، نزاعة إلى التجديد والتجدد، مشيرا إلى أنه في هذا الصدد أطلقت جائزة كتارا للرواية العربية في الدورة المقبلة (الثالثة) فئة جديدة وهي فئة روايات الفتيان غير المنشورة، وأنه سيتم تطوير هذه الجائزة وتعزيزها بإضافة فئات أخرى في المستقبل القريب».
من جهته، أعرب خالد عبدالرحيم السيد، المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، عن تطلعه في أن يلقى هذا المهرجان صدى طيبا وتفاعلا واسعا في الساحة الثقافية العربية، لاسيما وأنه يتضمن العديد من الفعاليات والندوات والمعارض التي تحتفي بالرواية العربية، لتشكل لوحة إبداعية، لما يجب أن تكون عليه حال الرواية ومكانتها في وجدان كل عربي.
وقدم السيد، لمحة عامة عن برنامج مهرجان كتارا للرواية العربية الثاني، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى إصدار كتارا لـ 25 رواية، فإنه تم إصدار رواية بعنوان «ألقاك بعد عشرين عاما» لشمة الكواري التي قررت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» دعمها، بالإضافة إلى توقيع كتاب «الرواية القطرية: قراءة في الاتجاهات» لأحمد عبدالملك ودراسة عن «الرواية العربية في القرن العشرين» (تأليف مشترك).
واحتضنت القاعة رقم واحد بالمبنى 18 بكتارا، معرض «رحلة إبداع» للروائي العربي الكبير نجيب محفوظ. ويؤرخ المعرض لمسيرة هذه القامة الأدبية العربية منذ ولادته عام 1911 في حي الجمالية في القاهرة، مرورا بالمحطات الكبرى في حياته إلى أن وافته المنية عام 2006، وهو العربي الوحيد الذي نال جائزة نوبل للآداب في الثالث عشر من أكتوبر عام 1988، بعد ترشيح من عطية عامر.
ومن المعارض التي تم افتتاحها في انطلاق المهرجان الثاني لجائزة كتارا للرواية العربية، معرض «مقتنيات الأقلام»، ويضم أقلاما وتحفا قديمة في مجال الكتابة، بعضها كُتبت به روايات شهيرة، علاوة على ما قاله كتاب وروائيون عن القلم.
وتضمن برنامج الافتتاح ندوة عن الرواية العربية من أربع جلسات بمشاركة أكثر من 20 ناقدا وروائيا وباحثا من الوطن العربي، وتم التطرق إلى المتغيرات في الرواية العربية المعاصرة وتحولات الشكل في الرواية العربية إضافة إلى واقع وتحولات الرواية الخليجية.
ويتوج المهرجان بحفل إعلان وتوزيع الجوائز على الفائزين الخمسة في فئة الرواية غير المنشورة وقيمتها 30 ألف دولار لكل عمل والرواية المنشورة وقيمتها 60 ألف دولار لكل رواية، إضافة إلى الروائيين الفائزين بأفضل إنتاج قابل للتحويل إلى عمل درامي، كما توزع الجوائز على الباحثين الخمسة الذين فازوا في صنف النقد الروائي والدراسات غير المنشورة والبالغة قيمتها 75 ألف دولار.
المصدر: جريدة القدس العربي
التاريخ: 11 أكتوبر 2016