تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

باستضافتها الفائزين القدامى.. كتارا ترعى جيلا من الأدباء عبر جائزة الرواية

باستضافتها الفائزين القدامى.. كتارا ترعى جيلا من الأدباء عبر جائزة الرواية

قبل عام كانوا على منصة التتويج لفوزهم بجائزة كتارا للرواية العربية في نسختها الرابعة، ولكن صلتهم بهذا الكيان لم تنقطع، فدعتهم الجائزة لحضور دورتها الخامسة؛ سعيا لخلق جيل مترابط من الروائيين العرب، يتبادلون المعرفة من خلال مجتمع كتارا الروائي.

وخلال عام مضى على فوزهم بالجائزة التي باتت من الأكبر في مجال الرواية بالمنطقة؛ تغير الكثير في حياة هؤلاء الفائزين، فمثلت جائزة كتارا بالنسبة لهم الدافع لتحقيق نجاحات كبيرة، فضلا عن التغيير الكبير الذي طرأ على تعامل الناشرين معهم بعد الفوز بالجائزة.

هدف جائزة كتارا الرامي إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيا وعالميا، تجده حاضرا الآن في كافة أركان الحي الثقافي من خلال اللقاءات والاجتماعات الدورية بين الفائزين القدامى والمشاركين الجدد في الجائزة.

وتعتبر الكاتبة والناقدة الأردنية هيا صالح -الفائزة بجائزة كتارا للرواية العام الماضي في فئة الروايات غير المنشورة عن روايتها “لون آخر للغروب”- الفوز بالجائزة انعطافة كبيرة ومهمة في حياتها العملية، خاصة أن الجائزة تتخذ طابعا دوليا وليس عربيا فقط.

 

شهادة جودة

وتضيف الكاتبة الأردنية -في حديث مع الجزيرة نت- أن الفوز بالجائزة مثّل لها دافعا وثقة كبيرين بأن ما تكتبه يستحق أن يصل إلى الناس، كونه حصل على شهادة كبيرة من جائزة كتارا، مما يعني جودة المنتج الروائي وصلاحيته للمنافسة، مشيرة إلى أن جائزة كتارا فتحت شهيتها إلى خوض غمار رواية جديدة تأمل أن تكون على مستوى الرواية الفائزة نفسه.

هيا صالح التي استضافتها كتارا العام الحالي استرجعت روح المنافسة التي عاشتها قبل عام بين جدران الحي الثقافي، وكيف مرت الأيام حتى إعلان فوزها بالجائزة، لافتة إلى أنها اتفقت مع الفائزين الآخرين على عمل صالون أدبي يضم كافة الفائزين في الجائزة، ليساعد بعضهم بعضا -من خلاله- في الترشح للجوائز المختلفة، أو الدعوة لمؤتمرات وندوات أدبية في بلدانهم.

أما الروائي السوداني عمر فضل الله -الحاصل على جائزة كتارا العام الماضي في فئة الرواية المنشورة عن رواية “أنفاس صليحة”- فشدد على أن جائزة كتارا خلقت مجتمعا أدبيا جديدا في العالم العربي، واستطاعت في غضون خمس سنوات أن تكون في طليعة الجوائز الأدبية في المنطقة.

مشروع أدبي جديد

وتمثل جائزة كتارا لفضل الله -التي حصل عليها بعد أشهر قليلة من فوزه بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي برواية “تشريقة المغربي”- تأكيدا لمشروعه الأدبي القائم على رؤية جديدة في كتابة الرواية، تقدم اللغة والدراما والحبكة وكل القوالب الأخرى، بالإضافة إلى المعرفة عن طريق الخوض في تاريخ منطقة من المناطق في فترة زمنية معينة ليقدم للقارئ معرفة تاريخية ومكانية وإنسانية تحثه على البحث في التاريخ.

حصول هذا المشروع الأدبي على جائزة كتارا للرواية العربية جعل فضل الله أكثر إصرارا على الاستمرار في مشروعه، في ظل تأكده من أنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو التميز وإضافة خط جديد في الرواية العربية، مضيفا أن هذا الفوز منحه العالمية بفضل قيام مؤسسة كتارا بترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.

ويوضح فضل الله -في حديث للجزيرة نت- أن كتارا أوجدت كيانا جديدا قابلا للحياة والاستمرار، وستكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على مسار الرواية العربية في المستقبل، فضلا عن تمكين الروائي من لقاء خلاصة العقول العربية في مجال الرواية من نقاد وأدباء ومثقفين، وتبادل المعرفة والأفكار واكتساب مهارات جديدة.

واتفقت الروائية السورية ماريا دعدوش -الفائزة العام الماضي بجائزة كتارا في فئة روايات الفتيان- مع الروائي السوداني عمر فضل الله من أن جائزة كتارا للرواية أوجدت مجتمعا جديدا في الرواية العربية، مؤكدة أن الجائزة جعلت الناشرين يتعاملون معها باطمئنان أكثر؛ باعتبارها حاصلة على جائزة ذات سمعة كبيرة.

وأضافت دعدوش -في حديث مع الجزيرة نت- أن الجائزة أعطتها ثقلا كبيرا في عالم الرواية العربية، “فعندما يروج الناشر للعمل الروائي الجديد يستخدم بالطبع أن صاحبة العمل فائزة من قبل بجائزة كتارا للرواية العربية؛ مما يعني جودة في المنتج المقدم للجمهور”، مشيرة إلى أن قيام كتارا باستضافة الفائزين بالجائزة العام الماضي أعطى لهم الكثير من الانتماء لهذا الصرح الكبير.

دعدوش -التي حصلت الشهر الماضي على جائزة شومان لأدب اليافعين في الأردن- تؤكد أن جائزة كتارا كانت الدافع الكبير للحصول على هذه الجائزة، معتبرة أن من مر عبر لجان التحكيم والتقييم التي تتميز بالشفافية في جائزة كتارا، هم نخبة من الروائيين العرب القادرين حاليا على إحداث التغيير المطلوب في عالم الرواية العربية.

المصدر: موقع الجزيرة