تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

فيض الخاطر.. الاحتفاء بالرواية العربية في الدوحة

فيض الخاطر.. الاحتفاء بالرواية العربية في الدوحة

الرواية من الفنون السردية التي يحتفي بها العالم، حتى أصبحت في مقدمة الأعمال الإبداعيّة التي أهلت كتّابها لنيل جوائز عالميّة في أوروبا وأمريكا واليابان والصين وغيرها من البلدان المتقدّمة، كما تمكنت بعض الروايات العربية من اجتياز حدودها الإقليمية لتصل إلى العالمية من خلال ترجمتها إلى عدّة لغات، لينال أصحابها نصيبهم من التكريم والانتشار على مستوى العالم، لكن الرواية العربية في النطاق الجغرافي العربي ظل الاحتفاء بها محدوداً من حيث تكريم كتابها على المستويات الرسميّة أو الأهليّة، حتى تولت دولة قطر هذه المهمّة في إطار عنايتها بالإبداع، وحضورها الإنساني في الفعاليات الثقافية إقليمياً وعالمياً، فقد قامت مؤسسة الحي الثقافي “كتارا” بإنشاء “جائزة الرواية العربية” التي تقدّم سنوياً في احتفالية كبيرة يحضرها كتّاب ونقاد الرواية من جميع بلدان العالم العربي، وتعلن خلالها أسماء الفائزين بهذه الجائزة، والحقيقة أنها ليست جائزة واحدة، بل هي عدّة جوائز خصصت للعديد من الروايات المطبوعة وغير المطبوعة وتلك قابلة للتحويل إلى عمل درامي، وكذلك الدراسات البحثية والنقدية عن الرواية، وبهذا يبلغ عدد الجوائز حوالي 14 جائزة موزعة على الفروع المذكورة، فهي ليست جائزة واحدة كما قد يتبادر إلى الأذهان، فأصبحت هذه الجائزة هي الأضخم للرواية العربية إلى الآن، و(تهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الرواية العربية المتميّزة عربياً وعالمياً، وترجمتها إلى اللغات الأجنبية، والمساهمة في تشجيع الروائيين العرب، وتكريمهم، ومكافأة تميّزهم). ولفرز الروايات الفائزة تكوّنت لجنة تحكيم ضمّت محكمين من النقاد والروائيين العرب، من لهم باع طويل وتجربة كبيرة في هذا المجال.

وشهد حفل توزيع الجائزة الذي أقيم في 12 أكتوبر الجاري في مسرح “الأوبرا” في الحي الثقافي، حضوراً مكثفاً من المثقفين العرب، وبقدر كثافة الحضور من البلدان العربية، كان الحضور الخليجي محدوداً بمن فيهم الحضور من قطر، مع أن هذه فرصة لا تعوّض لكتّاب الرواية في قطر للتعرّف على زملائهم من كتّاب الرواية في عالمنا العربي، والاستفادة من تجاربهم الإبداعيّة والنقدية.

ومما يسجل لجامعة قطر هو احتضانها ندوة عن (مستقبل الرواية العربية) ضمن الفعاليات المُصاحبة لهذه الاحتفاليّة، وقام قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بجهد واضح في تنظيم هذه الندوة التي استمرّت في جلستين صباحيتين، وغصت القاعة الخاصة بالندوة في مكتبة الجامعة بالحضور من الطالبات والطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وقد تعودت الجامعة على المشاركة بجهد وافر في مثل هذه المناسبة، وغيرها من المناسبات الوطنية الهامة.

في حفل توزيع الجائزة في مسرح “الأوبرا” بدأ الحفل بموسيقى قصيرة، وكنت أتوقع بدء الحفل بالنشيد الوطني لدولة قطر، كما عودتنا معظم الدول في مثل هذه المناسبات، ولعله من المناسب أن أذكر هنا أن أحد الإخوة العرب الفائزين بالجائزة رفع علم بلاده أثناء تسلمه الجائزة، وقوبل ذلك بتصفيق حادّ من الحضور، وبذلك حضر هذا العلم العربي، وغاب علم الدولة المضيفة، كما غاب نشيدها الوطني، وفي هذا العرس الثقافي الجميل الذي شهدته الدوحة في نسخته الثانية، كانت أجواء الاحتفال مشحونة بالمشاعر الطيّبة، ومفعمة بالأحاسيس الفياضة التي عبّر فيها الحضور عن شكرهم وامتنانهم لقطر، لتبنيها هذا المشروع الكبير الذي سيسهم دون شك في زيادة التواصل بين أدباء العربية من ناحية، وتوفير فرص الانتشار لكتّاب الرواية العربية على مستوى العالم من ناحية أخرى بسبب ترجمة أعمالهم إلى اللغات الأخرى، وهي فرصة لم تتح لهم في أي بلد عربي آخر.

المصدر: جريدة الراية

التاريخ: 17 أكتوبر 2016