تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

مهرجان كتارا للرواية العربية.. اليوم

مهرجان كتارا للرواية العربية.. اليوم

تنطلق اليوم في الساعة العاشرة صباحاً فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان كتارا للرواية العربية.

وتشهد هذه الدورة برنامجًا متنوعًا يوازي مكانة 12 أكتوبر باعتباره يومًا عالميًا للرواية العربية.. حيث يتم فيه الإعلان عن مبادرة الرواية والفن التشكيلي ومبادرة الرواية والمسرح وتكريم الفنانين المشاركين في هذه المبادرة، وافتتاح معرض «الطيب صالح.. عبقري الأدب العربي»، بالإضافة إلى حفل توقيع إصدارات «جائزة كتارا للرواية العربية» لعام 2017 بمشاركة النقاد والروائيين الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثانية.

وفي الساعة السادسة مساءً تعرض بمسرح دار الأوبرا مسرحية «الحرب الصامتة»، المقتبسة من رواية «مملكة الفراشة» للكاتب الجزائري واسيني الأعرج الفائزة بجائزة «كتارا للرواية العربية» في دورتها الأولى عن فئة الروايات المنشورة القابلة للتحويل إلى عمل درامي.

ويختم مهرجان كتارا للرواية العربية بحفل لتوزيع الجوائز على الفائزين بالدورة الثالثة في فئة الروايات المنشورة، وفئة الروايات غير المنشورة، وفئة الدراسات غير المنشورة، ثم فئة روايات الفتيان غير المنشورة التي تم استحداثها في الدورة الحالية.. ثم الإعلان عن فتح باب الترشيح للدورة الرابعة للجائزة.

يشار إلى أن مجموع جوائز الدورة الثالثة بلغ 575.000 دولار أميركي، بعد إضافة فئة روايات الفتيان غير المنشورة إلى قائمة فئات الجائزة.

وتتناسب قيمة الجوائز مع أهمية «جائزة كتارا للرواية العربية» كونها جائزة عربية بامتياز، وباعتبارها أكبر وأضخم جائزة بعدد المشاركين من روائيين ونقاد في الوطن العربي، حيث يبلغ مجموع جوائز فئة الروايات المنشورة 300 ألف دولار أميركي، يحصل فيها كل فائز من الفائزين الخمسة على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أميركي.. وعن فئة الروايات غير المنشورة تُمنح 5 جوائز بمجموع 150 ألف دولار أميركي، بقيمة 30 ألف دولار لكل فائز.

وبالنسبة لفئة الدراسات غير المنشورة (البحث والتقييم والنقد الروائي)، تُقدم 5 جوائز قيمة كل منها 15 ألف دولار أميركي، بمجموع 75 ألف دولار أميركي.. أما بالنسبة لفئة روايات الفتيان غير المنشورة، التي استُحدثت في هذه الدورة، فيبلغ مجموعها 50 ألف دولار أميركي، بقيمة 10 آلاف دولار لكل فائز من الفائزين الخمسة.

وإضافة إلى ذلك، تتم ترجمة كل الروايات المنشورة وغير المنشورة الفائزة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، كما تتم طباعة ونشر وتسويق الروايات والدراسات غير المنشورة إضافة إلى روايات الفتيان غير المنشورة.

وقد بلغ عدد المشارَكات في هذه الدورة 1144 مشارَكة، منها 550 مشارَكة في فئة الروايات غير المنشورة، و472 مشارَكة في فئة الروايات المنشورة، إضافة إلى 38 دراسة غير منشورة، و84 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة.

والجدير بالذكر أن «جائزة كتارا للرواية العربية» هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في بداية عام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة.. وقد نشأت فكرة إطلاق الجائزة في إطار تعزيز المكانة المهمة التي توليها «كتارا» للنشاطات الثقافية المتعددة ضمن الاستراتيجية الخَمسية للمؤسسة، التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي، والتركيز على دعم الثقافة والفنون الإنسانية عبر مشروع يجمع الأصوات العربية من مختلف أرجاء الوطن العربي؛ تعبيرًا عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي، وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز. وتسعى المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا من خلال «جائزة كتارا للرواية العربية» إلى أن تكون منصة إبداعية جديدة في تاريخ الرواية العربية تنطلق بها نحو العالمية، وحافزًا دائمًا لتعزيز الإبداع الروائي العربي، والإسهام في التواصل الثقافي مع الآخر من خلال الترجمة.

وفي ذات الإطار نظمت جائزة كتارا للرواية العربية بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، أمس، ندوةً نقديةً حول «الهوية السردية في الرواية العربية»، بمكتبة جامعة قطر، بمشاركة مجموعة من النقاد والأكاديميين والروائيين العرب ومناقشة وحضور أساتذة الأدب والنقد والباحثين من جامعة قطر، وتأتي هذه الندوة في إطار فعاليات مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الثالثة والتي تنطلق صباح اليوم الخميس.

وفي بداية الندوة قدم الناقد والأكاديمي العراقي الدكتور نجم كاظم ورقة نقدية بعنوان: «الاختلاف مع الآخر بين الواقع والمُتَخيّل في الرواية العربية المعاصرة» أوضح فيها أن الخطاب الروائي العربي مثل الخطاب الاستشراقي للباحثين الغربيين لم يقدم رؤية واضحة وصحيحة عن العرب، بل قدم صورة متخيلة أو كما أرادوها، فكذلك كانت السردية العربية عن الكثيرين عن الآخر الغربي لا تعكس الصورة الحقيقية، بل قدموا صوراً متخلية، بسبب الصورة الذهنية المرسومة منذ أيام الاستعمار الغربي، فيقدم الشخصيات فيها من العدوانية والعنصرية بصورة شبه مركزية، وأن كانت هناك أعمال تميزت بالموضوعية، وذلك على الرغم من وجود سلبيات وإيجابيات في كل مجتمع، مستشهداً لذلك بعدد من الأعمال الروائية ومنها روايات للروائية الفلسطينية سحر خليفة، وراية نورا لناجي التكريتي وأميركانلي لصنع الله إبراهيم، ورضوى عاشور في سيرتها الذاتية، لافتاً إلى أن الرواية العربية كذلك في نظرتها للمرأة الغربية نظرة غير موضوعية، فهي في نظر الكثير سهلة المنال إن لم تكن أسوأ، مطالباً الروائيين بتقديم الواقعية إذا كنا نطالب الغرب بتقديم صورتنا الحقيقية.

ومن جانبه تحدث الروائي الفلسطيني يحيى يخلف في وقته بعنوان «التعالقات والتفارقات بين البطل السردي وواقع الإنسان العربي» مؤكداً أن الهوية العربية منفتحة على الآخر، مشيراً إلى أن الهوية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الهوية العربية وإن كان لها خصوصية من طبيعة القضية، وهي في مواجهة مع الهوية الإسرائيلية والتي مرجعيتها «الجيتو» التي ترفض الاندماج والتعايش مع الآخر انطلاقاً من مفاهيم وأفكار توراتية قديمة، كما أن الأدب الإسرائيلي يؤيد ذلك بل أسس له قبل قيام إسرائيل، فضلاً عن أنهم مارسوا الإقصاء والقتل لكثير من الأصوات الابداعية الفلسطينية.

وأكد أن الهوية الفلسطينية صامدة وقد تشكلت بوضوح في الأدب العربي ليظهر أدب المقاومة الذي تبناه كثيرون فلسطينيون وعرب.

أما الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، فتطرق في مداخلته إلى موضوع «الرواية العربية في عصر السرد البصري المدبلج وأزمة الهوية»، والذي أوضح أن العالم العربي رغم عدم وجود استعمار حالياً، إلا أن الذات العربية تنتفي أمام الآخر عندما نهتم بتعليم الأبناء اللغات الأجنبية على حساب لغتنا الأم، مشدداً على خطورة هذا الاتجاه، لأننا بذلك نصبح أعداء أنفسنا قبل الآخر.

وتحدث الأعرج عن الرواية والسينما وكيفية توظيفها بما يخدم قضايا الأمة العربية، مؤكداً أن الرواية العربية قدمت قضايا إنسانية كثيرة يمكن أن تنقل إلى العالم عبر الوسائط المختلفة، خاصة السينما التي استخدمها اليهود في تحويل الصور النمطية عنهم إلى صور أكثر إيجابية، داعياً إلى وجود مشروع سينمائي كبير لديه قضاياه التي يدافع عنها وأن يتوفر له المال والذكاء في نفس الوقت.

فيما تناولت الباحثة المغربية الدكتورة هاجر الجندي في ورقتها بعنوان: «الرواية العربية والتراث الشعبي بوصفه رافداً مهماً من روافد صناعة الهوية» ثلاثة محاور الأول حول كيفية الاستفادة من التراث الشعبي العربي كمنتج ثقافي ومعطى استثماري يعود بفائدة اقتصادية على العالم العربي، سواء في شقه المكاني أو التراث الشفاهي.. ففي الغرب يتم توظيف أي شيء ولو بسيط لتستغل في برامج سياحية وثقافية جاذبة.

كما تحدثت في المحور الثاني عن الصناعات الإبداعية وكيفية استثمار مختلف الفعاليات الثقافية من مهرجانات وإبداعات أدبية وفنية في إعداد خطط للتعريف بالثقافة العربية والتي توجه للعرب وعرب الجاليات العربية لأنهم يشكلون طاقة فكرية يمكن استثمارها في تأكيد الهوية العربية عالمياً.

أما المحور الثالث فتناولت فيه الهوية النسوية في الرواية العربية، مؤكداً أن هناك جنوحاً من بعض الأعمال الأدبية لتقديم صورة المرأة على أنها ضعيفة ومستكينة على الرغم من قيامها بأدوارها في الحياة مطالبة الكتاب باستلهام التراث الشعبي العربي واستخراج النماذج الوضاءة للمرأة العربية مثل ذات الهمة وغيرها.

المصدر: جريدة الوطن القطرية

التاريخ: 12 أكتوبر 2017