علمت بصدور حكم غيابي سالب للحرية ثلاث سنوات من محكمة في بلد غريب لا أعرفه وعندما عارضت تلقف المعارضة محامي بلطجي ضرب زميلي بالكرسي وهددني بالضرب البدني فحجب بالخوف دفاعي عن المحكمة سنوات طويلة.

أزمة (سري المصري) داخل أسرته الصغيرة تلقي ظلال على أزمة الإنسان المصري داخل أسرته الكبيرة حيث تختلط الهموم الخاصة بالهموم العامة، ويصبح الخلاص على المستوى الفردي موازيا للخلاص على المستوى الفردي موازيا للخلاص على المستوى العام.

عليهم هم إذن أن يتحركوا وأن يفتحوا الطريق للمياه لتحتضن الأرض التي تحترق شوقا إليها..
وبدا للجميع أنه لا مخرج من الأزمة غير التحدي…

هذه الرواية رغم بساطتها الشديدة تؤكد على أن مصريتنا باقية في تقاليدنا وأخلاقنا وعراقتنا واللمة الحميمية على دور سيجة أو مجاملة في ستحجة، عرس أو حفل طهور أو فزعة رجل واحد لنصرة مظلوم غريبا كان أو قريبا.

أعطيته جسدي، ولم أعطه شفتي.
لم يعترض، لم يناقش، زفر طويلا، ثم أشاح بوجهه وغفا.
لملمت أشلاء جسدي المبعثرة قطعة قطعة، تزكم أنفي رائحة كريهة تنبعث من كل قطعة رائحة كتلك التي تفوح من الجثث المنسية لتدل عليها.

المرآة…
لا تعكس من نحن ومن نكون…
إنه مجرد انعكاس خادع لمظاهرنا نستر به ما في باطننا…
فلا تصدق ما تراه بانعكاس الأشياء!

مللت كلمات أولئك النسوة شعرت أن الهواء يقل في المكان جاءوا يعزوننا قبل أن تفارق الروح الجسد كدت أسبهم فرغم تأكيدات الطبيب أن لحظات العمر أصبحت معدودة لكن رغبة كانت تتملكني بأن الجدة ستقوم ثانية.

في داخل كل منا ملاك…
يبحث عنه وينشد وجوده… ويتمنى أن يراه دائما في أحلى صورة … وإلهام هي الملاك الذي يسكن في قلب ماجد، الباحث دوما عن الفضيلة والذي يأمل من خلالها أن يصنع عالما مثاليا.

تحت الشجرة العتيقة مستلقية تنظر بعينين ذابلتين إلى الصقر المجلق أعلى الشجرة، في صدرها ثقب لجراح محترف انتزع القلب ثم اعتلى يراقب ضحيته حتى النهاية.

هذه القصص تعبر عما تؤمن به نجيبة العسال إيمانا راسخا فهي تؤمن بأن القدرة على التعبير بالكلمة المكتوبة هبة كبرى من السماء ومنحة عظيمة من الحياة ومن وهب هذه القدرة أصبحت الكلمة أمانة في عنقه وبات التعبير الأدبي عن مشاعر الآخرين ومعاناتهم ونبضات الحب في قلوبهم ووجدانهم.

أما العيون فهي عالم قائم بذاته تتجسد فيه أساطير الروعة وخرافات البراءة فلا يوجد في معجم البلاغة من يجيد الوصف أو التشبيه. إذا نظرت إليهما بتمعن وتفرست في أغوارهما العميقة لدخلت إلى عالم مليء بالغموض والسحر يشع بالذكاء الفطري فلا رتوش ولا ظلال ولا رموش اصطناعية.

في مكان هادىء يحتضنه النهر، مكان لم يعد قرية ولم يصبح مدينة ينفتح على الماضي أكثر منه على الحاضر، وينجذب إلى الأسطورة والخرافة أكثر منها إلى العلم، يتحول بطل العابرون إثر هاتف داخلي من غمار حياته العملية إلى حياة روحية محكومة بمنطق مختلف ورؤية أرحب وفلسفة بسيطة فهل تكون التجربة ارتحالا من الكون إلى المكون ومعراجا للروح نحو النور والحق والجمال أم هروبا مجانيا من الحياة؟

بدا الهواء مشحونا بالحرارة من جديد وعم الجفاف وهب الغبار وأخذت الرياح تذر اوراق الأشجار الجافة في أرجاء البيت كله، وغطت الأتربة المنضدة والكتب والأوراق وامتلأت الغرفة بالهشيم المتطاير.
حتى الشمس نفسها بدت محجوبة بنسيج رمادي كخيوط العنكبوت وبدا كل شيء متهدلا ومغبرا.

هذه رواية التوثب والإبحار في الآفاق البعيدة والتوق إلى الخروج من أملاح الرتابة وأصداف الحياة اليومية. إنها باختصار رواية قصيرة تسرد بكثافة، الأحداث المتلاطمة والمصائر المتشابكة لشخصيات وادعة وحانية بأسلوب شديد الواقعية ومشحون بالرومانسية الآسرة.

الأنوار تطفأ واحدا بعد الآخر إيذانا بموعد الإغلاق . لملمت شعاع أوراقها ووضعتها في الحقيبة من دون النظر غلى ساعتها إذ لا بد أنها تقارب السابعة.
حملت حقيبتها وسارت بخطى بطيئة من صف الطاولات الكبيرة التي خلت من الطلبة إلا قلة هي من بينهم. حيت أمين المكتبة العجوز فرفع يده لرد تحيتها ” أسعدت مساء يا آنسة ونهاية أسبوع طيبة”.
إنه يوم الجمعة إذن.

الثورة المسلحة بدأت فهل تنتظر حتى يعم شررها لكي تلتحق بها؟ أم تبدأ مع بداياتها؟ لم تكن رابية لترضى أن يفوتها الالتحاق بالثورة كما لم ترضى لنفسها أن تتأخر كثيرا عمن بدأها.