مشطت الشمس شعرها..
عقدته خلف عنقها وسارت
كفتاة مراهقة بين النهر والحقول
وعند الظهر نالها الإعياء
اتجهت غربا قبل الغروب
يئست الشمس من أعلى المكان..
فوق أعالي المآذن أخذت الشمس في البكاء
حتى احمر وجهها…

مجموعة قصصية تتضمن قيامة الجسد، أنا الآخر، البحث عن الأب، ألعاب نارية، عينا القطة تلتقطان الصورة، كنت وكانوا، قصر المرايا، رجل يحول نفسه إلى سؤال، الصيف أضاع الحديقة، رجل بلا ملامح وغيرها…

تقف الرواية في منطقة واقعية الطابع منحتها قدرا من جمالها وفق قدرة صاحبها على الحركة السردية، أحسن الكاتب في إدار النص بطريقة مميزة منحته كثيرا من سمات الفن وصفات التميز.

ومن بعد صراع مع النفس مد هذا الامبراطور منه حبل يصل به إلى ابنته وهي التي عندما رأت والدها يقدم عليها شرد الخوف بعيناها ودقات قلبها وعند ذلك اقتربت خطى والدها منها ثم أمسكت يداه زراعيها برفق وقال لها الحب أم الموت يا “هايمن”.

هذا الكتاب قراءة سوسيو- لسانية للخطاب الروائي العربي مرنة ومنفتحة ومعتمدة على التراث العربي والإسلامي الغني بعناصر أساسية مكونة للعوالم الروائية ( الضحك، الاحتفال، الكرنفال، الحوار، السرد، الحكاية، السيرة الذاتية، القصة، الخرافة، الأسطورة.. ) ومن شأن هذه العناصر أن تشحن التخييل الروائي العربي.

تحكي الرواية عن صراع إنساني معقد يتجلى فيه القمع في أبشع صورة مأساوية بين بطلي الرواية “وحيد” الموظف الكبير في مصلحة حكومية و”حامد” العامل البسيط بالمصلحة نفسها وتبلغ ذروة القمع حين يتحول إلى قناع ومبرر للاستيلاب وطمس الهوية.

سعيد طفل ذكي يعيش في بيئة صحراوية ويقابل رجلا عركته الحياة عمره ثمانون عاما وذا حيوية جارفة وحكمة هي خلاصة قراءات مثمرة وحياة لها منهاج فلسفي اسمه فريج الجمل يتبناه ويصقل ذكاءه والظروف تدفع سعيد لبيئة حضارية أخرى حيث له أخ شقيق دكتور مهندس وعنده ولد قام وهو وزوجته بتعليمه بطريقة خاطئة أوصلت الولد إلى حالة من الشلل الحركي..

لعبة….
ولكن هل سيفه الصغير معناها؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول في نفسه المهم أن يعرف الكبار ثمنها… تسلم اللعبة من البائع ومضى لم يكن يشغل باله في ذلك الوقت سوى شيء واحد فقط..

وقفت أمامي بجسدها الطويل العريض ورسمت ابتسامة فوق وجهها المتناسق التقاطيع رغم ضخامتها، وقالت وكأنها تخبرني بوصول تلغراف، نظمي…أنا عايزاك تطلقني…

بعد منتصف الليل بقليل طرق باب منزل عبد الفضيل فنهض من سريره واتجه نحو الطارق وهو يقول: حبابك حبابك الزول منو اتفضل، أظنك نائم يا فضيل..ز
أهلا زيدان يا حليل النوم .. حبابك نعل ما في عوجة؟
قال عبد اللطيف: يا زيدان أنا مرتي عيانة عندها مرض خبيث وولدي في السجن مطلوب كم مليون وبتي سابت الجامعة وبيتي واقع و…و..

ينساق البعض إلى سوق الجريمة مختارا أو مخطئا أو حتى مغلوبا على امره وقد يدخلها عالما موقنا بتجريم الفعل وتحريمه قانونا او جاهلا غير عالم أو عالما متجاهلا ما علم، وغالبا ما يتصور المجرم أنه سيخرج من تلك السوق مجبورا.

بطل هذه الرواية يبدو ضئيلا منسحقا في مواجهة قوى الخارج ومنطق الآخرين لذا تطحن أحلامه وتطلعاته بضراوة أمام واقع شرس وسياسة لا ترحم، حتى أنه لا يكاد يفقد سر إحباطه وهزيمته، لذا يبدو ضحية سهلة للعبة خارجية لها قوانين وقواعد أذكى منه وأقوى.

في هذا العمل يختار زفزاف أبطاله من عالم الشبان والبنات الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى حياة الليل والبغاء، حيث لا يجدون عملاً آخر.
“بيضة الديك” رواية تتحدث عن واقع مأسوي جعل من زفزاف يطلق صرخة مريرة على لسان “جيجي” الفتاة التي هربت من أهلها في مراكش، إثر إكتشافهم علاقة غرامية بينها وبين أحد الشبان. ودور الأهل السلبي في التعاطي مع المشكلة تصرخ “جيجي” قائلة: “كيفاش؟! العالم كله مزيان إلا المغرب، لقد درسنا في التاريخ إننا كنا في الأندلس، وبعنا واشترينا في الذهب في أفريقيا، وكان الرخاء موجوداً والحياة جميلة، والعلماء موجودون أيضاً، فكيف أصبح الجامعيون يتسكعون في الشوارع يشربون الكحول ويتحششون؟”.

(الحي الخلفي) عمل روائي يتأسس على عنصر المكان، في فضاء تتفاعل فيه عوالم مرتبكة يعيش في ظلها أناس حرموا نعمة الحياة، هو المكان أو المحيط يتحكم في مصائرهم ومسارات حياتهم. إنه الحي الخلفي نقيض الحي الأمامي الراقي.. إنه الخليفة الحقيقة أزيف التمظهرات الأمامية.. هو فضاء للمفارقات والتناقضات، يؤكد سلطة الواقع وخيبة الحلم، وهو بشكل عام “مكان منته، مقفول وغير مستمر ولا متجانس، يعيش على محدوديته، كما أنه فضاء مليء بالحواجز والثغرات يغوص بالأصوات والألوان والروائح باختصار أنه ليس فيه أي شيء “إقليدي”. “فالأمور كلها تسير على ما يرام في هذا الحي لكن الأمور تسير على ما يرام مثلما تسير مياه بركة آسنة”.
“الحي الخلفي” رواية تتحدث عن فقراء المدينة، الذي يلتفون على أنفسهم داخل فضاء مقفول على نفسه أيضاً وتحكمه العديد من العلاقات الإنسانية الضيقة لا يؤذيهم على الإطلاق “فقد كان يقتات مثلنا من تلك الحفر”. ولكن تلك الحفر لها مهمة أخرى في حياة أولئك الناس فهذه (الحفرة) تتحول إلى بؤرة ومخبأ لإخفاء الفضائح والتستر على الممارسات اللا أخلاقية “الذين يعتقدون أنهم يخفونها (بالزبايل) في حفر لا تراها الأعين ولا تدركها الأبصار”.

ظل البحر مستسلماً على حاشية الأرض الجافة، وبقى الرجلان لحظات صامتين لا يفكران، كان هناك جمود باطني، أعقبه شلل في الذهن والجسد، ولم يكن هناك سوى دخان يرتفع من فمين ذوي شفاه غلظة مشققة وأسنان كأسياخ الحديد لم تنظف من مدة طويلة، لم يكن “علال” يتألم بالقدر الذيكان يتألم به صديقه ففي القرية بدأت نوبات البكاء تسري وتمتد النساء يبكين والأطفال يهزجون بالبكاء في اللعب والرجال يتألمون في صمت.

ظلت “سوز” تحاصرني دون أن تتكلم، أخيراً تكلمنا كلاماً غير مترابط ليست له أية علاقة، بعضه ببعض – على كل حال نستطيع أن نملأ الفراغ بأي شئ، بدأت كلمات تخرج وتتطاير في الهواء مثل “الزحام شديد”، “الجو رائع”، “الليل جميل” إلخ، مشينا ببطء شديد وصرنا منعزلين عن الناس ثم لم نعد داخل الزحام، أصبحنا منفردين، رأينا آخرين منفردين، نساء ورجالاً، نساء ونساء، رجالاً ورجالاً، لكن لم يكن هناك أطفال وأطفال، وقعت يدي بالصدفة على مكان حساس في جسد “سوز” ارتعشت وضمتني إلها بقوة.